العلاج بالأعشاب.. بيزنس «بيع الوهم» للمصريين.. و«فيس بوك» ساحة الترويج

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

•    كيف تصبح «أخصائي» فى أسبوع؟!
•    «الكورس» بـ350 دولار..  و«دورة التنحيف بالأعشاب» بـ200 جنيه أسبوعيًا.. و«الصيادلة» ترد: أوكار «نصب» تقدم السم للمصريين

تحولت صفحات «السوشيال ميديا» إلى ساحة خصبة للبيزنس والإعلانات الوهمية للطب البديل، فشهدت خلال الفترة الأخيرة، الإعلان عن دورات تدريبية في مجال النباتات والأعشاب الطبية تستمر من 7 أيام إلى أكثر من ثلاثة شهور، والمقابل شهادة خبرة للمتدربين.

صفحة أعشاب طبيعية
«بوابة أخبار اليوم» تتبعت خيوط هذا البيزنس، وتواصلت مع المسئولين عنه عبر موقع «فيس بوك»، والبداية كانت من صفحة بعنوان «أعشاب طبيعية».

«كورس تنحيف»
تحت شعار «الطب البديل»، أعلنت الصفحة عن تنظيمها كورسات تنحيف بالأعشاب لخسارة 11 كيلو جرام في الشهر، مؤكدة أن النباتات المستخدمة تعمل على حرق الدهون وقطع الشهية، وشد الجسم للحصول على جسد متناسق.
وعن المكونات، ذكرت الصفحة أنه يتكون من أعشاب من الطبيعة لا تحتوي على أي كيميائيات أو أضرار جانبية.

200 جنيه أسبوعيًا
وكشفت عن تنظيم دورات تدريبية للراغبين في احتراف العلاج بالأعشاب، الواحدة تبدأ من أسبوع وحتى 3 شهور مقابل مبلغ وقدره 200 جنيه للأسبوع الواحد، موضحة أنها تقدم شهادة خبرة للمنضمين، الذين يمكنهم احتراف المهنة.
وتواصلت «بوابة أخبار اليوم»، مع شركة أخرى باسم «شفاء»، إلا أن طبيبها أكد أنهم يقدمون كل ما يطيب المريض من أعشاب طبيعية، كما يقدمون شاي تخسيس ووصفة سحرية تتكون من بذر الكتان، وصمغ عربي، وجذور شيا، للتخسيس، نافيًا عقدهم دورات تدريبية، مؤكدًا أنهم يقدمون النصائح للزبائن بجانب الأعشاب لتخفيف آلامهم.

«الطب البديل»
فيما أعلنت مؤسسة باسم الأكاديمية العالمية للطب البديل والتكميلي، عبر الإنترنت، عن توفيرها دورات في مجال الأعشاب والطب البديل، ويحصل الدارس على شهادة تقول إنها «عالمية»، ومعتمدة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي الصينية، ويصدق عليها من جامعة المنصورة.
وتواصلنا معها، فأكدت أنها توفر كورس العلاج بالأعشاب مقابل 350 دولار أمريكيا في الدورة الواحدة، وأن الدارس يحصل أيضًا على عضوية الاتحاد العالمي للطب البديل والتكميلي (كارنية العضوية) ويمكنه من الممارسة المهنية والشخصية فى 192 دولة الأعضاء بالأمم المتحدة، وبكالريوس مزعوم للعلاج الطبيعي.
وكشفت أنه بعد الانتهاء من الدراسة والخضوع للاختبار تحصل على شهادة بإجتياز دورة العلاج بالأعشاب معتمدة وموثقة من الأكاديمية العربية ووزارة العدل المصرية ووزارة الخارجية.

«رد الصيادلة» 
وعن طرق المواجهة، يقول الدكتور أحمد أبودومة، المتحدث الرسمي باسم نقابة الصيادلة، إن كل تلك ليس سوى نصب واحتيال باسم الطب، مؤكدًا أنه لا يوجد شيء يسمى العلاج بالأعشاب، متابعًا: «هذا وهم كبير، ونصب أكبر».
وأضاف: «إذا كانت هناك بعض الأعشاب الطيبة فتستهدف عمليات معقدة لاستخراج الكميات النافعة منها، فالنبات يحتوي على مواد مضرة وخطيرة أيضا، وتقدم للمريض، وقد تؤدي إلى تسممه وقتله».
وكشف «أبو دومة» عن إطلاق نقابة الصيادلة حملة دعائية للتحذير من استخدام أي مستحضر من غير صيدلية مرخصة، أو على الانترنت، ومراكز تلك الأعشاب لأنها تقدم أدوية مضرة.
وكشف عن صياغة قانون ينظم عملية الإعلان عن المواد الطبية والدوائية، للضرب بقوة على تلك المراكز، وبالتالي نناشد المريض عدم شراء أي أعشاب وأدوية إلا من الصيدليات، ويكون مسجل بوزارة الصحة، مشددًا على ضرورة  حظر الإعلان عن تلك المراكز، مع مباشرة وزارة التموين لمداهمة تلك أوكارها-بحسب وصفه-، والقبض على مسئوليها.