للكتابة أصول قديمة لا يعرفها الكثيرون تقف الحياة بدونها كتابة، ولها أهمية بالغة لذلك، يحل علينا اليوم 4 مارس، الذكرى الـ 184 على وفاة "جان فرانسوا شامبليون" مكتشف الكتابة الهيروغليفية.

فك "شامبليون" في 4 مارس 1832، رموز اللغة المصرية القديمة بعد استعانته بحجر رشيد الذي اكتشفه أثناء الحملة الفرنسية على مصر، فقد نقش على الحجر نص بلغتين وثلاث كتابات وهم "المصرية القديمة ومكتوبة بالهيروغليفية، والتي تعني الكتابة المقدسة، لأنها كانت مخصصة للكتابة داخل المعابد"، و"الديموطيقية وتعني الخط أو الكتابة الشعبية"، و"اللغة اليونانية بالأبجدية اليونانية"، ومن خلال المقارنة بينهم نجح في فك طلاسم الكتابة الهيروغليفية.

لم يتمكن شامبليون من الالتحاق بالمدرسة في صغره، فتلقى دروسا خاصة في اليونانية واللاتينية، ويقال أنه حين بلغ التاسعة من عمره كان يستطيع قراءة أعمال هوميروس وفرجليوس.

انتقل شامبليون إلى جرينوبل للالتحاق بالمدرسة الثانوية، وهناك اتصل بفورييه، والذي كان سكرتيرا للبعثة العلمية التي رافقت حملة نابليون بونابرت، وكان لفورييه دورا أساسيا في دفع الصبي شامبليون لدراسة علم المصريات، وذلك من خلال اطلاعه على مجموعته الخاصة من المقتنيات الأثرية.

ظهر نبوغ شامبليون مبكرا جدا، فقبل أن يبلغ السابعة عشرة، كان قد قدم بحثا عن الأصل القبطي لأسماء الأماكن المصرية في أعمال المؤلفين اليونان واللاتين، كما قضى ثلاث سنوات في دراسة اللغات الشرقية والقبطية على يد كبار علماء ذلك العصر.

وأبدى موهبة لغوية نادرة، ثم رجع إلى جرنوبل مرة أخرى لتدريس التاريخ، ثم سافر إلى باريس ليعمل كأول أمين للمجموعة المصرية في متحف اللوفر، كما شغل وظيفة أستاذ كرسي الآثار المصرية في الكوليج دي فرانس، كما وضع شامبليون معجما في اللغة القبطية.

توفي شامبليون وهو في الـ 42 من عمره، وهو في قمة الشباب 4 مارس 1832، بعد أن ترك إنجازا علميا حافلا وشامخا أيضا.


حجر رشيد: