اندثرت مدينة الرقي والجمال حلوان الأموية، حتى ابتذلت في عصرنا فأصبحت «عصمة التلوث» في القاهرة الكبرى.

تعتبر حلوان أحد الضواحي الراقي القديمة على شاطئ النيل، وتقع جنوب القاهرة، وهي من أقدم مدن مصر، حيث كانت في الأصل مدينة فرعونية، وتحتوي على السد المائي الاول في التاريخ كله، فيها يوجد أول سد مائي في التاريخ بمنطقة وادي حوف ولكنها اندثرت عبر العصور إلى أن أحياها عبد العزيز بن مروان والى مصر من قبل الأمويين.

وبنى عبد العزيز حلوان لكي تكون «مشتى» له، ثم اتخذها مركزًا لحكمه بعد أن وقع طاعون في الفسطاط سنة 70 هـ.

وأنشأ عبد العزيز «عين حلوان»، وأقام فيها بركة عظيمة، كما بنى فيها المساجد والأسواق وحسنها حتى قيل أنه أنفق في بنائها مائة ألف دينار، كما أنشأ في حلوان قناطر تحمل إليها الماء من عيون المقطم.

كذلك قام بإنشاء قناطر معلقة مشيدة على أعمدة تصل الماء بالبركة، وغرس في حلوان الأشجار والنخيل، وبنى بها المساجد والأبنية الفخمة.

بعد أن كانت مدينة حلوان يضرب فيها المثل بالحسن والجمال، ومع مرور التاريخ أُهملت، وأصبحت مدينة مشوبة بالتلوث، والمصانع التي تنفث الغازات والأبخرة السامّة.