عقدت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون اجتماعات مع حكام مصر وجماعة الإخوان المسلمين، الاثنين 29 يوليو، في مهمة عاجلة لوقف إراقة الدماء في البلاد. ولم تدل آشتون بتعليق علني في ثاني زيارة لها للبلاد خلال 12 يوما كواحدة من أطراف أجنبية قليلة ما زالت قادرة علي التحدث مع الجانبين، ولم يترك المؤيدون والمعارضون للرئيس المعزول محمد مرسي مجالا للشك في عمق الاستقطاب في مصر، غير أن الجانبين ظلا علي التحدي والعناد بعد مقتل 80 من أنصار الجماعة بالرصاص في القاهرة. وقال المتحدث باسم الجماعة جهاد الحداد، قبل الاجتماع مع آشتون، "المسألة بسيطة للغاية .. لن نغادر مكاننا"، موضحا نية الجماعة تحدي أوامر الحكومة بفض اعتصام يشارك فيه الآلاف من أنصار الإخوان مطالبين بعودة مرسي للسلطة. وأضاف "سنزيد الاحتجاج والاعتصامات، وينبغي أن يرشد شخص ما هذه القيادة إلى طريق العقل." ولم يكن مؤيدو الجيش الذي عزل مرسي في الثالث من يوليو بعد احتجاجات حاشدة على سياساته أقل تصلبا رغم مقتل نحو 80 من انصار جماعة الإخوان المسلمين فجر السبت الماضي برصاص قوات الأمن بعد يوم شهد مسيرات حاشدة من جانب أنصار الرئيس المعزول ومعارضيه. ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن أحد زعماء حركة تمرد الشبابية محمود بدر قوله: "سألت آشتون هل تقبلين باعتصام مسلح تحت منزلك؟ فكري ماذا لو طلب تنظيم القاعدة القيام باعتصام في أي دولة أوروبية.. هل ستقبلين؟" وقالت جماعة الإخوان المسلمين إنها ستنظم مسيرات مجددا إلى مقار مديريات الأمن التابعة لوزارة الداخلية في أنحاء البلاد. وأثار حادث السبت قلقا عالميا من أن يتحرك الجيش لسحق جماعة الإخوان المسلمين. واجتمعت آشتون في زيارتها الثانية لمصر منذ سقوط مرسي مع الفريق أول عبد الفتاح السيسي قائد الجيش الذي عزل مرسي أول رئيس منتخب بشكل حر في البلاد بعدما خرج الملايين في احتجاجات على سياساته خلال عام في السلطة. وعقدت محادثات مع اعضاء بالحكومة المؤقتة وممثلين لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين. وقالت الجماعة إنها لا شأن لها بالعملية الانتقالية المقترحة ويعتصم الآلاف من أنصارها منذ نحو شهر عند مسجد رابعة العدوية في شمال شرق القاهرة مطالبين بعودة مرسي للسلطة. وكانت آشتون قالت قبل وصولها انها ستسعى الى "عملية انتقالية شاملة تضم جميع الجماعات السياسية بما فيها الإخوان المسلمين"، ومن المتوقع أن تتحدث آشتون للصحفيين الثلاثاء المقبل. ونفوذ آشتون محدود، والولايات المتحدة هي الداعم الغربي الرئيسي لمصر ومصدر مساعدات عسكرية لها قيمتها 1.3 مليار دولار لكن الاتحاد الأوروبي هو أكبر مانح للمساعدات المدنية لمصر. ويحاول الاتحاد الأوروبي الوساطة في الأزمة السياسية في مصر طوال الشهور الستة الماضية في الوقت الذي ينظر فيه المصريون بريبة متزايدة الى مشاركة الولايات المتحدة. ومرسي محتجز منذ عزله وتحقق السلطات القضائية معه في اتهامات تشمل القتل. وقتل العشرات بيد قوات الأمن فجر السبت عندما قاموا بمسيرة من منطقة الاعتصام بعد يوم نظم فيه مؤيدو ومعارضو مرسي احتجاجات حاشدة. ورفعت وزارة الصحة يوم الاثنين عدد القتلى إلى 80 من 72 قتيلا في تقديرات سابقة، وقتل قرابة 300 شخص في أعمال عنف منذ عزل مرسي. ونفى وزير الداخلية محمد إبراهيم مسؤولية الشرطة عن سقوط قتلى وقال إن قواته استخدمت الغاز المسيل للدموع لفض اشتباكات بين أنصار الإخوان المسلمين وسكان المنطقة الغاضبين. وقالت إن "المذبحة" الأخيرة تنضم إلى قائمة طويلة من عمليات القتل التي وثقتها منظمات حقوق الانسان منذ سقوط الرئيس الأسبق حسني مبارك. وأعمال العنف التي وقعت السبت الماضي هي الأسوأ منذ قتلت قوات الأمن أكثر من 50 من أنصار جماعة الاخوان أمام دار الحرس الجمهوري في القاهرة في الثامن من يوليو . وقال اسلام توفيق "26 عاما" وهو عضو بالجماعة "الخطر الذي نواجهه بسبب الوضع السياسي والانقلاب أكبر من أعمال العنف التي نواجهها في المسيرات." وتعهدت الحكومة المؤقتة بفض الاعتصام بعد شكاوى من سكان المنطقة. وتحتجز السلطات قياديين آخرين بالجماعة الى جانب مرسي وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن السلطات ألقت القبض في ساعة مبكرة من صباح الاثنين على أبو العلا ماضي رئيس حزب الوسط الإسلامي ونائبه عصام سلطان. وأثار إلقاء القبض على زعماء إسلاميين وأعمال القتل التي وقعت فجر السبت مخاوف من ان يكون الجيش يخطط لاقصاء جماعة الإخوان المسلمين والمخاطرة بمزيد من عدم الاستقرار في بلد يبلغ عدد سكانه 84 مليون نسمة. وأمضت جماعة الإخوان المسلمين عشرات السنين في الظل قبل ان تصعد الى السلطة بفضل الانتفاضة التي أطاحت بحسني مبارك في عام 2011.