جاء ظهور النجم اللبناني فضل شاكر عبر شاشة التليفزيون حليق اللحية ليعلن عودته من بئر التطرف والإرهاب ليثير حالة من الجدل داخل الأوساط الفنية والإعلامية، خاصة وهو مطارد من السلطات اللبنانية بتهمة قتل مجندين من الجيش اللبناني. فضل شاكر الذي أعلن اعتزاله الغناء منذ عامين وانضم الي جماعة الشيخ أحمد الأسير بل وغادر منزله ليقيم في مخيم عين الحلوة تحول في ليلة وضحاها إلي إرهابي ينشر فيديوهاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهو يتوعد الجيش اللبناني والطائفة الشيعية وينثر رماد العنف والتطرف والمذهبية كما نشر من قبل عبارات الحب والرومانسية في أغنياته. في صيف 2012 وقف فضل شاكر علي خشبة مسرح مهرجان موازين الغنائي في المغرب ليدعو علي بشار الأسد ويعلن انه يوجه دخل حفلاته لصالح المجاهدين في سوريا، وبعدها بأيام أعلن فضل أنه ينوي الاعتزال ومل من حياة الغناء والفن عموما. ذلك المشهد كان البداية في قصة تطرف فضل الذي أطلق لحيته وانضم إلي جماعات الأسير وظهر وهو يحمل السلاح إلي أن تم اتهامه بقتل الجنود اللبنانيين في معركة »عودا« والتي قررت السلطات اللبنانية بعدها اعتقاله ووضعه ضمن قائمة المطلوبين للعدالة. منذ عدة أشهر وحياة فضل شاكر تمر بتعقيدات ومشاكل مختلفة علي الصعيد الأسري والمادي حيث رفضت زوجته الفرار معه إلي مخيم «عين الحلوة» والاقتناع بأفكاره مما دفعه للمغادرة إلي المخيم بمفردة، ومع مرور الوقت تعرض شاكر لضائقة مالية في ظل التحفظ علي بعض أرصدته وعدم امتلاكه لسيولة مادية تساعده علي العيش. منذ شهرين تقريبا قيل أن هناك خلافا دب بين فضل والشيخ الأسير حيث طلب الأول أن يغادر المخيم ويتخلي عن أفكار الجماعة دون أن يسيئ لهم رغبة منه في عيش حياة هادئة، وهو ما قبله الأسير في إطار من التسوية حيث اجري فضل اتصالات بقائد الجيش عماد قهوجي والذي تربطه به علاقة قوية والذي نصحه بالتواصل مع شخصية سياسية ذات نفوذ واسع يمكنها أن تضمن له خروجا آمنا من تلك الحياة «المتطرفة» بل وتضمن له أيضا تأمينا سياسيا حقيقيا وهو ما وجده في النائبة بهية الحريري حرم الرئيس الراحل رفيق الحريري والتي تكن لفضل تقديرا كبيرا وساعدته في التواصل مع عدد من قيادات الجيش موصلة رسالة مفادها أن فضل شاكر يريد التوبة والعودة إلي الحياة وإنه لم يرفع السلاح في وجه الجيش. اختفي فضل شاكر لعدة أشهر وقيل إنه غادر لبنان وفي روايات أخري قيل إنه تم اغتياله ولكن الحقيقة انكشفت بعد أن نجحت قناة LBC التي يملكها الوليد بن طلال والشيخ بيار الضاهر السياسي اللبناني المعروف في إقناع فضل بالظهور علي الشاشة وذلك بعد أن أجري فضل اتصالات واسعة مع الأمير الوليد بن طلال الذي لعب دورا بارزا في تلك الصفقة والتي تضمنت عدة بنود أهمها التوقف عن الهجوم علي الجيش وكذلك الاتفاق مع محام شهير يترافع عنه بالإضافة إلي تسليم نفسه. فضل شاكر وافق مبدئيا ولكنه اشترط أن يعرف المدة الزمنية التي سيقضيها بالسجن في حالة تسليم نفسه ولكن قبل ذلك كان من الضروري أن يتم التمهيد إعلاميا لتلك الخطوة، حيث تم الشهر الماضي اتصال بين وسيط وقناة" lbc” التي يملكها الشيخ بيار الضاهر وكذلك الوليد بن طلال وأبدي الأول موافقته تماما علي إجراء المقابلة. ووفقا للإعلامي أدمون ساسين الذي اجري اللقاء مع فضل فإن اللقاء تم بسرعة والترتيب له كان سهلا جدا حيث اشترط المطرب أن يقابل القناة فقط وكأن هناك اتفاقا مسبقا بذلك وعن الانتقادات حول إعطاء مساحة إعلامية لشخص منتم لجماعة إرهابية، رد ادمون: «الآن في عصر مواقع مثل تويتر ويوتيوب يستطيع فضل شاكر من مخيم عين الحلوة أن يصور نفسه ويرفع الفيديو علي أحد هذه المواقع، وستتناقله أيضا كل المحطات التليفزيونية. وعن تهمة نشر التحريض التي تلاحق فضل، قال ادمون: «لم يصرح فضل شاكر علي لسانه بأي كلمة بها تحريض، بل كانت آخر مقابلة لفضل شاكر بعد معركة سرايا المقاومة وجماعة أحمد الأسير بعبرا، ظهر وقتها بأكثر صورة متشددة له وهدد بقتل رئيس بلدية صيدا ونال من مخابرات الجيش، ونقل كل ذلك مباشرة علي LBC». الآن يقف فضل شاكر أمام مصير مجهول إما أن يسلم نفسه للسلطات اللبنانية ويتقبل المحاكمة التي غالبا ما ستمنحه عقوبة مخففة مع إيقاف التنفيذ أو يواصل هروبه واختفاءه وهو الأمر الأصعب.