بعد حياة حافلة بالأحداث امتدت أكثر من 93 عاما، أسلم الأنبا ميخائيل عميد مطارنة مصر روحه لبارئها مساء الأحد 23 نوفمبر. وكان الأنبا ميخائيل رمزا كبيرا لمسيحي مصر عامة والصعيد خاصة بعد أن احتل مكانة عالية في نفوس أبناء الصعيد، خاصة وأنه كان الأقرب إلى كرسي البابوبة قبل تولى الأنبا شنودة كرسي البابوبة في بداية السبعينات. وقد عاصر الأنبا الراحل ثلاثة ملوك وسبعة رؤساء جمهورية . وترأس البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية صلاة الجنازة على الأنبا ميخائيل مطران أسيوط، بمطرانية أسيوط بحضور لفيف من أعضاء المجمع المقدس والآباء الكهنة والآلاف الأقباط، وشارك في تقديم العزاء داخل المطرانية اللواء إبراهيم حماد محافظ أسيوط واللواء طارق نصر مدير الأمن ولفيف من القيادات الأمنية والتنفيذية ورجال الدين الإسلامي بالمحافظة . وكان في مقدمة حضور القيادات المسيحية الأنبا يوأنس الأسقف العام والأنبا بسنتي أسقف حلوان الأنبا دنيال أسقف المعادي الأنبا لوكاس أسقف ابنوب والفتح الأنبا روفائيل الأسقف الأم الأنبا ارميا أسقف عام الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي الأنبا توماس أسقف القوصية و60 آخرين من الأساقفة، وسامي ارميا رئيس أندية الشبان المسيحية في الشرق الأوسط وفريد فتحي جورج عضو المجلس المحلى . ونعى محافظ أسيوط نيافة الأنبا ميخائيل مؤكدا على دوره الوطني في نشر روح المحبة والتسامح وعدم الفرقة باعتباره نموذجا للوطنية المخلصة ورمزا من رموز الوطن المخلصين . وأشار المحافظ، إلى أن الأنبا ميخائيل كبير المطارنة أستطاع بحكمته أن يقود كنيسة الأرثوذكس وأقباطها في فترة من أصعب فتراتها حتى وصل بها بر الأمان، موضحا أن أقباط مصر ومحافظة أسيوط قد خسروا اليوم نبراساً للسلام ورجلاً حكيماً مخلصاً لبلده قدم الكثير طوال الفترات الماضية. يذكر أن الأنبا ميخائيل مطران الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من مواليد 1921 بقرية "الرحمانية"، في "نجع حمادي " بمحافظة قنا؛ ترهبن بدير الأنبا مقار وعمره 18 عاما باسم متياس المقارى في 19 فبراير عام 1939؛ رسم مطران بيد البابا يوساب يوم 25 أغسطس 1946 وكان أصغر مطارنة الكنيسة آنذاك وكان مرشحا قائم مقام البطريرك خلفا للبابا شنودة ولكنه اعتذر لكبر سنه. وقد عاصر الأنبا ميخائيل ثلاثة ملوك هم الملك فؤاد الثاني والملك فاروق والملك أحمد فؤاد وسبعة رؤساء جمهورية بداية من الرئيس محمد نجيب حتى الرئيس عبدالفتاح السيسى .