في الوقت الذي ترقد فيه فيروز الطفلة المعجزة في غرفة العناية المركزة بمستشفي الصفوة بالمهندسين نتذكر تلك الطفلة التي طالما أسعدت الكبار قبل الصغار بأعمالها و ذكائها الفطري.
فيروز منحها المل
هانم الطفلة المعجزة التي ك أول مكافأة في حياتها ، خطفت الأنظار ببراءتها، وخفة ظلها منذ أن بزغ نجمها في السطوع ، حققت نجاح باهر وعمرها لا يتجاوز السبعة أعوام، وأصبح الجمهور يبحث عن أعمالها، فباتت الطفلة بيروز ملأ السمع والبصر، بعد أن كونت أشهر ثنائي فني عرفته السينما المصرية مع الفنان أنور وجدي، الذي حرف اسمها إلى فيروز ليسهل على الجمهور حفظه وتذكره.
وتنبأ لها الكثيرون بأنها ستصبح إحدى نجمات السينما، وأن تستمر عندما تكبر، لكن وبلا مقدمات اتخذت فيروز قرار بالابتعاد عن التمثيل، لتنهي بذلك رحلة فنية أثمرت عن عشرة أفلام خلال عشر سنوات، من بينهم فيلم حمل اسمها "فيرو هانم"، لتنضم إلى جانب إسماعيل ياسين وليلى مراد، الوحيدين من الفنانين الذين قدمت السينما أعمالا حملت أسماءهم.
ولدت بيروز عام 1943، في القاهرة لأسرة أرمنية، واكتشف موهبتها الفنان اللبناني إلياس مؤدب، حيث كان صديق العائلة، ودربها على حفظ عدد من المونولوجات واصطحبها معه للغناء في أحد الملاهي، وتصادف حضور الملك فاروق ذات ليلة، وأبهرته الصغيرة بغنائها ورقصها فمنحها أول مكافأة في حياتها، وكانت خمسون جنيه.
واختارها الفنان أنور وجدي لتشاركه بطولة عدد من الأفلام بدأها بفيلم "ياسمين" عام 1950، ووقع مع والدها عقد احتكار، وكانت قيمة العقد ألف جنيه عن كل فيلم، وكان من المقرر أن تشاركها الفنانة فاتن حمامة بطولة الفيلم، ولكنها رفضت المشاركة في فيلم تدور أحداثه حول طفلة.
وكان أول أفلام فيروز كان من المفترض أن يكون إنتاج مشترك بين أنور وجدي، والموسيقار محمد عبد الوهاب، إلا أن الأخير اعتبر إنتاج فيلم لطفلة لا تجيد سوى غناء المونولوجات مغامرة، قد تكبده خسائر مادية.



انفصلت فيروز عن أنور وجدي ورفض والدها تجديد عقد الاحتكار، بعد أربعة أفلام كان أخرها "دهب" عام 1953، وهو الانفصال الذي رآه كثيرون أضر بفيروز كما أضر بأنور وجدي، الذي عرف كيف يوظف موهبتها.
قام والدها بإنتاج أفلامها على نفقته الخاصة، فأنتج لها فيلم "الحرمان"، ثم فيلم "عصافير الجنة" وشارك فيه بناته الثلاثة فيروز، ميرفت ونيللي.
قدمت فيروز 10 أفلام هي "ياسمين، فيروز هانم، الحرمان، صورة الزفاف، دهب، عصافير الجنة، إسماعيل ياسين طرزان، أيامي السعيدة، إسماعيل ياسين للبيع"، وكان أخر أفلامها "بفكر في اللي ناسيني" عام 1959، وعمرها 16 عام فقط.
تزوجت فيروز من الكاتب والفنان الكوميدي بدرالدين جمجوم، بعدما التقت به في فرقة إسماعيل ياسين المسرحية، وأنجبت منه ولد وبنت.
ويُرجع كثيرون اعتزال فيروز للفن وعالم الأضواء، إلى عدم تقبلها فكرة، تقديم أفلام لا تكون هي البطلة فيها، خاصة بعدما قدمت أفلامها الأخيرة ولم تحقق نفس النجاح، لتفضل الاحتفاظ بصورتها كطفلة معجزة
.
بالأمس دخلت فيروز الى أحدى المستشفيات الخاصة في حالة حرجة وتم وضعها في غرفة العناية المركزة بوابة "أخبار اليوم" تتمنى لجارة القمر السلامة