«حرام أم حلال».. ماذا يقول الدين الحنيف عن التنجيم وعلم الفلك؟

صورة موضوعية
صورة موضوعية

تصدرت المُنجمة ليلي عبداللطيف محركات البحث خلال الساعات الماضية وأصبحت تريند على “السوشيال ميديا"، وذلك بعد تنبؤها منذ فترة بسقوط طائرة مروحية بشخصية كبيرة، وهو التنبؤ الذي ربطه القراء بسقوط مروحية الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي التي سقطت وأسفرت عن مقتله برفقة مرافقيه.

ذلك الأمر تدفع العديد من المواطنين يسألون عن رأي الدين الإسلامي الحنيف في ممارسة التنبؤات عبر علم الفلك.. في التقرير التالي ترصد لكم بوابة " أخبار اليوم" الحكم الشرعي في الاشتغال بهذا المجال، وكذلك مفهوم علم الفلك في الشرع، وغيرها من الإجابات عن أسئلة حول علوم الفلك، وذلك ضمن ملف الموت فوق السحاب.

حكم الاشتغال بعلم الفلك

إقرأ أيضا| كوارث الجو.. القواعد الدولية لسلطات التحقيق والمحاكمة في تحطم الهليكوبتر


وفي حديث شهير للرسول صلى الله عليه وسلم قال فيه" «إِذَا ذُكِرَ أَصْحَابِي فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَتِ النُّجُومُ فَأَمْسِكُوا، وَإِذَا ذُكِرَ الْقَدَرُ فَأَمْسِكُوا»، وهو ما فسره الموطنون بأنه دليل على تحريم علم الفلك باعتبار أنه من علم النجوم المنهيّ عنه شرعًا.


دار الإفتاء أكدت بأنه لا يوجد في هذا الحديث الشريف ما يدلّ على تحريم علم الفلك أو منعه؛ إذ الحديث ينصّ على ذم علم النجوم المبني على الظن والتخمين الذي لا يتحقق، بل ويترتب عليه ضرر بالناس، أما الفلك باعتباره علمًا فليس كذلك؛ إذ هو قطعي مبنيٌّ على قوانين قطعية، ونتائجه محقّقة، وهو من فروض الكفايات التي تأثم الأمة جميعًا لو عُدم فيها مَن يعلمه؛ فعلم الفلك تتوقف عليه جملةٌ من مصالح الدين والدنيا لا تتم إلا بمعرفته ودراسته.

 المقصود بعلم النجوم

إقرأ أيضا| خاص| 4 عوامل تتسبب في كوارث الطائرات ووفاة العشرات.. خبراء يكشفون

 واوضحت دار الإفتاء أن علم النجوم حَدس وتخمين، وليس فيه قطعٌ ولا ظنٌّ غالب، وهو من قبيل العرافة والتنجيم والكهانة، وأما حساب النجوم الذي هو علم الفلك فهو لو كان قديمًا قد اختلط بالعرافة والكهانة عند المشتغلين به، فإنَّه الآن منفصل عنهما تمامًا، وأصبح أمره متعلقًا بمراصد حديثة وأجهزة عملاقة تكتشف حركات الأجرام من مسافات تقدر بملايين السنين الضوئية، ومبنيًّا على معادلات رياضية وقوانين كونية وحسابات دقيقة مُتَيَقَّنة هي التي تُحَدّد تلك الحركات بالثانية أو أجزائها، وتخلص علم الفلك الآن من شبهة التنجيم التي توحي بالتكهن بالغيب.


وتابعت الدار بأن  علم الفلك  أصبح مبنيًّا على علوم الفيزياء والرياضيات والكيمياء في أعلى مستوياتها الجامعية وما بعدها، بل ودخل في مقرراته الدراسية والبحثية علوم الأحياء -البيولوجي- بعد أن تفرع منه علم البحث عن الحضارات الذكية، الذي يهتم بصور الحياة خارج نطاق المجموعة الشمسية.

 


 حكم علم النجوم القديم

إقرأ أيضا| «الموت فوق السحاب».. ملف خاص عن حوادث طائرات


ولا يعتبر علم النجوم القديم مذمومًا بإطلاق؛ كما تقول الإفتاء، واستشهدت بالعلامة المرغيناني الحنفي صاحب "الهداية" في "مختارات النوازل": [علم النجوم في نفسه حسنٌ غير مذموم؛ إذ هو قسمان: حسابي، وإنَّه حق، وقد نطق به الكتاب؛ قال الله تعالى: ﴿ٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُ بِحُسۡبَان﴾ [الرحمن: 5] أي: سيرهما بحساب، واستدلالي بسير النجوم وحركة الأفلاك على الحوادث بقضاء الله تعالى وقدره، وهو جائز؛ كاستدلال الطبيب بالنبض من الصحة والمرض، ولو لم يعتقد بقضاء الله تعالى أو ادعى الغيب بنفسه يكفر] .


المذموم من علم النجوم

اقرأ أيضا: خبيرة فلك تبشر الأبراج النارية بفرص إستثنائية


أما المذموم من علم النجوم القديم إنَّما ذُمَّ لأسباب وعلل ليست موجودةً في علم الفلك الحديث، واستشهدت دار الإفتاء بقول حجة الإسلام الإمام الغزالي : [وإنما زجر عنه من ثلاثة أوجه: أحدها: أنه مضرٌّ بأكثر الخلق؛ فإنَّه إذا ألقى إليهم أن هذه الآثار تحدث عقيب سير الكواكب وقع في نفوسهم أن الكواكب هي المؤثرة وأنها الآلهة المدبرة؛ لأنها جواهر شريفة سماوية، ويعظم وقعها في القلوب، فيبقى القلب ملتفتًا إليها ويرى الخير والشر محذورًا أو مرجوًّا من جهتها.


هل أحكام النجوم تخمين؟

إقرأ أيضا| بعد حادث «رئيسي».. تواريخ وأسباب تحطم طائرات الزعماء منذ عام 1936


 وأشارت دار الإفتاء بأنَّ أحكام النجوم تخمين محض ليس يدرك في حق آحاد الأشخاص لا يقينًا ولا ظنًّا، فالحكم به حكم بجهل، فيكون ذمه على هذا من حيث إنّه جهل لا من حيث إنّه علم، فلقد كان ذلك معجزةً لإدريس عليه السلام فيما يحكى، وقد اندرس وانمحى ذلك العلم وانمحق، وما يتفق من إصابة المُنَجِّم على ندور فهو اتفاق؛ لأنه قد يطلع على بعض الأسباب ولا يحصل المسبب عقيبها إلا بعد شروط كثيرة ليس في قدرة البشر معرفة حقائقها، فإن اتفق أنْ قَدَّرَ اللهُ تعالى بقيةَ الأسباب وقعت الإصابة.

وإن لم يقدر أخطأ، ويكون ذلك كتخمين الإنسان في أن السماء تمطر اليوم مهما رأى الغيم يجتمع وينبعث من الجبال، فيتحرك ظنه بذلك، وربما يحمى النهار بالشمس ويذهب الغيم، وربما يكون بخلافه، ومجرد الغيم ليس كافيًا في مجيء المطر، وبقية الأسباب لا تُدْرَى، ولهذه العلة يمنع القول عن النجوم أيضًا. وثالثها: أنَّه لا فائدة فيه؛ فأقل أحواله أنه خوض في فضول لا يغني، وتضييع العمر الذي هو أنفس بضاعة الإنسان في غير فائدة، وذلك غاية الخسران.