سوق سوداء للأسلحة بأدلب السورية !

رغم تراجع »داعش«‬ في سوريا الا ان تجارة السلاح مزدهرة هناك في ظل وجود آلاف الأسلحة في الأسواق السوداء المتاحة لكل من يريد من خلال تطبيق »‬ تلجرام» والذي يعرض البنادق العسكرية الأمريكية وأجزاء من أنظمة الصواريخ المضادة للدبابات التي ارسلتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية إلي الجماعات المعارضة التي تحارب نظام بشار الأسد.

أجرت مجلة فورين بوليسي الامريكية تحقيقاً استقصائياً لتحديد حجم سوق هذه الأسلحة، وأين ينتهي بها المطاف، واكتشفت أن السوق استوعبت أكثر من 000ر5 مستخدم من البائعين والمشترين وان مركز هذه التجارة في محافظة ادلب..موطن مجموعة متنوعة من جماعات المعارضة بما في ذلك الفصائل التي كانت تتلقي أسلحة متقدمة من وكالة المخابرات المركزية،منها حركة تحرير الشام التابعة للقاعدة.

وقال المتحدث بأسم عمليات التحالف في سوريا أن جزءا كبيرا من هذه الأسلحة جزء من برنامج البنتاجون لتدريب وتجهيز المقاتلين في شمال سوريا للسيطرة علي داعش والذي تكلف500 مليون دولار بعد ان تم تدريب أقل من 150 مقاتلا وفشلت في ان تكون قوة مؤثرة ضد داعش، ورغم ان إدارة أوباما انهت هذا البرنامج في اكتوبر 2015. الا ان الاسلحة الأمريكية المتبقية من البرنامج موجودة في أسواق الأسلحة السوداء ومع ذلك، فإن تلك الأسلحة ليست سوي جزء صغير من آلاف الأسلحة التي يجري تداولها من قبل المسلحين السوريين علي السوق السوداء علي الانترنت. 
 
جزء اخر من الاسلحة المهربة للسوق السوداء جاء مع انتشار الفوضي التي اعقبت سقوط الموصل في عام 2014 حيث استولي تنظيم داعش علي مخزون ضخم من الأسلحة النارية الأمريكية الصنع بالإضافة إلي المدرعات والدبابات التي تركتها القوات العراقية الهاربة. واثناء محاولة واشنطن دعم العراق ضد تقدم الجماعات الإرهابية فقدت وزارة الدفاع الأمريكية أسلحة تبلغ قيمتها أكثر من مليار دولار كانت قد أرسلت إلي العراق والكويت..كما حصلت الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران وجماعات مسلحة أخري علي مليارات الدولارات التي أرسلتها واشنطن إلي القوات التي تدعمها في العراق وسوريا لمساعدتها علي محاربة تنظيم داعش وقد شهد برنامج تدريب المعارضين الذي تولته السي اي ايه مشاكل بسبب تسريب أنظمة صواريخ مضادة للدبابات من طراز تاو وأسلحة صغيرة أخري كما تم تهريب جزء من الاسلحة التي كانت حصلت عليه الاردن وتم بيعها في السوق السوداء ورغم ان الشراكة بين الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية الكردية كانت أفضل من الجهود السابقة لتدريب الجماعات المتمردة. الا أن وجود الأسلحة في ايدي الاكراد اصبح بمثابة ازمة بين واشنطن وتركيا التي تعتبر أن الاسلحة التي في حوزة المقاتلين الأكراد الذين تدعمهم أمريكا لمحاربة داعش سوف تتحول إلي جنودها. ويستخدم البائعون والمشترون تطبيق »‬ تلجرام» الذي يعرض أسلحة ومعدات علي نطاق واسع للمسلحين السوريين، منها صواريخ أرض - جو منذ الحرب الباردة، وأسلحة مضادة للدبابات وسيارات ومدرعات وأحزمة انتحارية وبنادق هجومية وطائرات بدون طيار من روسيا وصربيا، كما يسهل الإتجار بالأسلحة.كما عرض الموقع نظام دفاع جوي محمول يعود إلي اوائل السبعينيات، وهو ما تم رصده في ايدي المسلحين خلال الحرب الأهلية السورية.

وتسمح تلجرام لأي شخص بالإتصال ووضع صورة الأسلحة التي يريد بيعها أو الإتصال بالبائع، فهي تشبه غرف الدردشة، حيث يضع البائعون صورا للأسلحة التي تلتقط في منازلهم مع وصف للسلاح وسعره المقترح، والمكان الذي سوف يتم فيه الشراء. ومع عدم وجود تنظيم حكومي لتجارة الأسلحة، تمكن المشترون والبائعون من عدم الكشف عن هويتهم ويتم نشر أرقام هواتفهم ومواقعهم علناً.

كما يشير تصفح مواقع الأسواق إلي أن قطاعا عريضا من المستخدمين يقع في أدلب..وتمتد هذه الأسواق في مناطق أخري في ليبيا والعراق. وتعتبر المتفجرات من أكثر المواد التي يتم طرحها للبيع في تلك الأسواق وهو ما يزيد المخاوف من تصنيع قنابل يدوية ومتفجرات تستخدم في الهجمات الإرهابية خارج سوريا والتي يقدمها التجار علي هيئة أحزمة انتحارية بأقل من 50 دولاراً.

وهناك سوق ايضا للمعدات الثقيلة مثل السيارات المدرعة وسيارات المشاة القتالية..كما تباع ايضا الصواريخ المحمولة منها منظومة الدفاع الجوي المحمولة »‬ مانباداس» التي يستخدمها المسلحون في استهداف الطيران المنخفض لنظام الأسد..ويخشي خبراء مراقبة الأسلحة من إمكانية استخدام منظومة الدفاع الجوي المحمولة في مهاجمة الطائرات المدنية التي تحلق علي ارتفاعات منخفضة واثناء الهبوط والإقلاع، في دول مثل العراق وليبيا، حيث انتشرت هذه المنظومة في السوق السوداء بعد سقوط نظامي صدام والقذافي.