استفتاء كردستان| ماذا لو صوت الكرد بـ"نعم"؟

إستفتاء كردستان - صورة من رويترز
إستفتاء كردستان - صورة من رويترز
بعد أن أغلقت مراكز الإقتراع أبوابها في إنتظار نتيجة تصويت الأكراد على انفصالهم عن العراق، يترقب العالم النتيجة النهائية لسياسة الأمر الواقع التي اتبعها رئيس الإقليم مسعود بارزاني، وهو الأمر الذي لم يرفضه فقط العراق، بل غالبية الدول والحكومات في العالم وعلى رأسهم، "مصر، بريطانيا، فرنسا، تركيا، إيران، الولايات المتحدة، بالإضافة لكلٍ من جامعة الدول العربية ومجلس الأمن".

وعلى الرغم من عدم حصول الاستفتاء على أي موافقة أو دعم دولي، إلا إن إقليم كردستان العراق يُصر على تحدي الحكومات والقوى الدولية التي أكدت أنها لن تعترف به وستغلق كل المنافذ الحدودية معه.

استفتاء كردستان.."تحصيل حاصل"

ويرى الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية أن ما يحدث الآن في إقليم كردستان ما هو إلا "شر وبال" على العراق والمنطقة العربية كلها، لانه على الرغم من عدم وجود أي تأثيرات أو نتائج سياسية له، إلا إنه من المتوقع أن تكون له تداعيات عسكرية لا يُحمد عقباها.

وأكد اللاوندي لـ"بوابة أخبار اليوم"، أن كلا من إيران وتركيا يمكن أن يتدخلا عسكريًا في الإقليم العراقي، هذا بالإضافة لغلق جميع المنافذ الحدودية والبرية معه مما سيفرص على الإقليم حصارا يمنع أي شخص من الدخول أو الخروج.

ووصف خبير العلاقات الدولية الاستفتاء بأنه "تحصيل حاصل" سياسيًا، لأن الإعتراف بكردستان دوليًا أمر مرفوض ولن يحدث، ومهما كانت النتيجة سيظل الإقليم تابعًا للعراق بشكل أو بآخر.

وأضاف أن ما يحدث الآن يذكر المجتمع الدولي بالإستفتاء الذي حدث في الصحراء الغربية لمحاولته الإنفصال عن المغرب، والحقيقة أنه لم يحدث شيئا نتيجة لهذا الإستفتاء، فقط اعترف بالصحراء عدد قليل من الدول لا يتجاوز الـ50، وبقيت على حالها تابعة للمغرب حتى الآن، "هذا هو ما سيحدث في العراق".

اتجاه الانفصال.. مرفوض!

وأشار اللاوندي في تصريحاته إلى أن ما يحدث حاليًا في إقليم كردستان العراق هو "تجربة يُقاس عليها"، واتجاه ترفضه كل الدول والحكومات حول العالم، لأن اعتناق وظهور مثل هذه الاتجاهات، وخاصة في المنطقة العربية سيؤدي إلى تغيير الدول التي نعرفها وستنقسم البلاد على اختلاف مذاهبها وتوجهات الأفراد والطوائف بها.

وأوضح الخبير الدولي أن الإستفتاء وحده لا يعني شيئًا، حيث أن إقامة الدول يحتاج لعدد من الشروط التي يجب توافرها بداية بوجود "حدود، حكومة، شعب بالإضافة للإعتراف الدولي".

وتابع قائلاً: "ثلاثة عناصر وحدها لا تكفي لإقامة دولة، وإنما يجب أن يتوافر الأربعة وفقًا للقوانيين الدولية".

وشدد اللاوندي على أن تداعيات ما يحدث الآن قد تكون خطيرة على الإقليم نفسه الذي يرفع بعناده احتمالية نشوب حرب أهلية داخل البلاد أو بينه وبين إيران وتركيا، وهو ما سيجلب الدمار عليه. 

جدير بالذكر أن الأكراد يصوتون اليوم، الاثنين 25 سبتمبر على استفتاء لإنفصالهم عن العراق، وعلى الرغم من أن الإستفتاء غير ملزم إلا إن الإقليم ينوي استخدامة كورقة للضعط دوليًا من أجل حصوله على الإستقلال والإنفصال نهائيًا.

وكانت غالبية الدول والحكومات قد أعلنت رفضها للإستفتاء من خلال عدد من التصريحات التي جاء ضمنها، إعلان وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، أن حكومته لا تعترف بإجراء استفتاء على انفصال إقليم كردستان، وأنها لا تعترف به أو تؤيده.

كذلك تصريح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي رفض الإستفتاء وأكد على أن العراق بحاجه للإستقرار الأمني والسياسي.

وكان مجلس الأمن قد أصدر بيانًا، الخميس 21 سبتمبر أكد فيه "معارضته للاستفتاء على الاستقلال الذي يعتزم إقليم كردستان العراق تنظيمه، محذراً من أن هذه الخطوة الأحادية من شأنها أن تزعزع الاستقرار، مجدداً تمسكه بسيادة العراق ووحدته وسلامة أراضيه". 

ووفقًا للمفوضية العليا للإستفتاء فإن نسبة المشاركة والتصويت في الإستفتاء بلغت 78%، ومن المتوقع أن تظهر النتائج النهائية خلال 72 ساعة.