37 بعثة أممية بقوات تجاوز 30 ألف فرد.. تعرف على مشاركات مصر في قوات حفظ السلام

شارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، في قمة مجلس الأمن، حول إصلاح عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. 


وأكد خلال كلمته أن مصر كانت من أوائل الدول الداعمة لعمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، بدءاً بمشاركتها في أول مهمة حفظ سلام متعددة الأبعاد في الكونغو عام 1960، وانتهاءً بكونها سابع أكبر الدول مساهمة بقوات في مهام حفظ السلام الأممية حالياً. 


وأضاف أن عدد البعثات التي شاركت فيها مصر وصل إلى 37 بعثة أممية، بإجمالي قوات تجاوز 30 ألف فرد منذ بداية مشاركتنا في عمليات حفظ السلام، في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا. 


تنشر "بوابة أخبار اليوم" في السطور التالية نبذة عن قوات حفظ السلام ومشاركة مصر بها. 


قوات حفظ السلام هي تنظيم تابع للأمم المتحدة ومجلس الأمن، يشكله أفراد عسكريون وشرطيون، يسعون لإعادة السلام للبلاد التي عانت من صراعات، وهي الأداة الأكفأ للأمم المتحدة لمساعدة الدول على شق سبيلها نحو الاستقرار رغم خسارتها الكثير من الأرواح أثناء عملياتها.


وقد بدأ تشكيل قوات حفظ السلام أو ذوي القبعات الزرقاء منذ 1948 خلال الحرب العالمية الثانية لمراقبة الهدنة في الشرق الأوسط، واستمر عملها بعد ذلك بهدف العمل على تنفيذ اتفاقيات السلام، وتعزيز سيادة القانون، وترسيخ حقوق الإنسان، ونشر الأمن.


ويشكل الأكثرية بقوات حفظ السلام من الهند وبنجلاديش وباكستان وأثيوبيا، والأردن ومصر، وتأتي إيران وقطر والجزائر كأقل الدول المساهمة، ويفرض ميثاق الأمم المتحدة على الدول الأعضاء دفع حصة في تكاليف حفظ السلام مع مراعاة ثروتها الاقتصادية.


وحسب تقرير صادر من الهيئة العامة للاستعلامات، بأن مصر تأتي في مقدمة الدول التي شاركت في عمليات حفظ السلام منذ مطلع ستينيات القرن الماضي، ولا تزال تشارك بفاعلية كبيرة في هذه المهام، وهي المشاركة التي حظيت بالإشادة والتقدير من قبل الفريق كارلوس لوتاي المستشار العسكري لإدارة حفظ السلام بسكرتارية الأمم المتحدة خلال زيارته لمصر في سبتمبر 2017، وخصوصاً بالمستوى المتميز لعناصر القوات المصرية المشاركة ضمن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والدور الفاعل لها في دعم جهود الأمن والاستقرار وحفظ السلام بالعديد من الدول.


ولعبت مصر دوراً رئيسياً في تسوية الكثير من النزاعات منذ إنشاء الأمم المتحدة بصفتها عضواً مؤسساً في عدد كبير من المنظمات الدولية وعلى رأسها جامعة الدول العربية، والاتحاد الإفريقي، ومنظمة التعاون الإسلامي.


واحتلت مصر موقعاً مميزاً بمجال عمليات حفظ السلام، الذي يعد أحد المجالات الأساسية المرتبطة بتسوية النزاعات، حيث دعمت مصر هذه العمليات منذ تأسيسها عام 1948، وكانت أول مساهمة مصرية في عمليات حفظ السلام في الكونغو عام 1960، ومنذ ذلك الحين ساهمت مصر في 37 مهمة لحفظ السلام بمشاركة 30 ألف من جنودها وضباطها، تم نشرهم في 24 دولة في إفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية.


وتعتبر مصر حالياً من الدول الرئيسية في عمليات حفظ السلام، حيث تساهم حالياً بـ2659 من أفراد الجيش والشرطة في تسع مهمات لحفظ السلام حول العالم، كما قدمت مصر أرواح 28 من أبنائها من أجل تحقيق السلام، وتستضيف مصر مركز القاهرة الإقليمي لتسوية المنازعات وحفظ السلام في إفريقيا الذي أنشأته وزارة الخارجية المصرية عام 1994، وهو أحد مراكز التميز الإفريقية في مجال حفظ السلام.


كما قدمت مصر العديد من المبادرات التي تشهد على حيوية الدور المصري في السعي الجاد لتحقيق السلم والأمن الدوليين، ومن أبرزها مبادرة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، وكذلك دورها في وضع قضية مكافحة الإرهاب على أجندة الأمم المتحدة، حيث لعبت مصر دوراً كبيراً في تطوير دور الأمم المتحدة في هذا الملف بما في ذلك تطبيق إستراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمحاربة الإرهاب.


ولم تقتصر مشاركة مصر في عمليات حفظ السلام بمناطق القارة الإفريقية فحسب، بل شاركت أيضاً في عمليات تمت في أوروبا، حيث شاركت مصر في قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة بالبوسنة بكتيبة قوامها 700 جندي عام 1998، كما شاركت مصر في عضوية مجلس تنفيذ السلام بالبوسنة والذي أنشئ بموجب مؤتمر لندن لإحلال السلام بالبوسنة في ديسمبر 1995، وشاركت أيضاً في عمليات حفظ السلام في سلوفينيا وجورجيا.


إلا أن القسم الأكبر من المشاركات المصرية كان في القارة الإفريقية، ومنها المشاركة في قوات حفظ السلام في الكونغو أثناء الحرب الأهلية خلال الفترة من 1960-1961 بسريتي مظلات بحجم 258 فرداً، كما شاركت مصر في قوات حفظ السلام بالصومال بكتيبة مشاة ميكانيكية بحجم 240 فرداً في الفترة من ديسمبر 1992 إلى مايو 1993.


وفي الفترة من مايو 1993 وحتى فبراير 1995 بلغ عدد القوات المصرية المشاركة بالصومال 1680 فرداً مكونة من قيادة لواء و3 كتائب مشاة ميكانيكي أوكل إليها حماية مطار مقديشيو وتدريب عناصر الشرطة الصومالية.


وفي الفترة من يونيو 1998 وحتى مارس 2000، أرسلت مصر سرية مشاة ميكانيكية قوامها 125 فرداً ووحدة إدارية ووحدة طبية بحجم 294 فرداً، ضمن بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام بإفريقيا الوسطى، كما شاركت في قوات حفظ السلام بأنجولا بـ28 مراقبا عسكريا على فترات متباعدة خلال الأعوام 1991-1999.


ومنذ اندلاع الصراع في إقليم دارفور بالسودان كانت القوات المصرية أولى القوات المشاركة في حفظ السلام في الإقليم، حيث أرسلت في أغسطس 2004 34 مراقبا عسكريا وثلاثة ضباط قادة، ضمن قوات الحماية التابعة للاتحاد الإفريقي بدارفور، بخلاف المشاركة ببعثة الأمم المتحدة في السودان وتقدر بـ1507 أفراد يضاف إليهم 2375 فرداً من بعثة حفظ السلام في دارفور، بالإضافة إلى وحدة شرطة قوامها 140 فرداً، وغير ذلك من المشاركات الفعالة والمهمة من أجل دعم الجهود الرامية لحفظ السلام.


وتساهم مصر حالياً بـ2569 من عناصر الشرطة والجيش الذين يعملون تحت لواء الأمم المتحدة في بعثات حفظ السلام الأممية المنتشرة في عدة مناطق ودول بالقارة السمراء، في إطار استمرار الدور المصري في دعم الأمن والاستقرار داخل القارة الإفريقية.


ومن هذه البعثات بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية، وبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في جمهورية إفريقيا الوسطى، وبعثة الأمم المتحدة المتكاملة المتعددة الأبعاد لتحقيق الاستقرار في مالي، والبعثة المشتركة للاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة في دارفور، وبعثة الأمم المتحدة في ليبيريا، وبعثة الأمم المتحدة بجنوب السودان، بالإضافة إلى بعثة الأمم المتحدة في كوت ديفوار.


وتحرص القيادة العامة للقوات المسلحة المصرية على الإعداد المتميز للعناصر المشاركة في هذه البعثات وتجهيزها إدارياً وفنياً وتدريبياً وفقا لأعلى المستويات، لأداء دورها الإنساني في دعم الأشقاء بدول القارة الإفريقية.


وأنشأت مصر أحد أهم المراكز الإقليمية للتدريب الإقليمي على عمليات حفظ السلام وهو مركز القاهرة للتدريب على حل الصراعات وحفظ السلام في إفريقيا، في عام 1995 لتدريب نحو 200 طالب سنوياً من الدول الإفريقية الناطقة بالفرنسية والإنجليزية والبرتغالية بهدف تعزيز التعاون والتفاعل بين المجموعات اللغوية والثقافية في إفريقيا.


ويتعاون المركز تعاوناً وثيقاً مع آلية الاتحاد الإفريقي لمنع المنازعات وأيضاً مع عدد من مؤسسات حفظ السلام ومن بينها مركز بيرسون لحفظ السلام، كما استضافت مصر عددا من ورش العمل والندوات والتدريبات بشأن عمليات حفظ السلام بإفريقيا، إضافة إلى مشاركات وزارة الداخلية المتعددة في مكون الشرطة المدنية ببعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام.


وكان لهذه المشاركات السابقة والمشاركات الأخيرة والحالية آثارها العميقة في تعزيز فوز مصر بالعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن الدولي عام 2015، كما أنها جنَّبت مصر أي مشاركات عسكرية بشكل منفرد في دول القارة الإفريقية، هذا بالإضافة إلى تعظيم وتنمية القدرات العسكرية للقوات المصرية وحصولها على مزيد من الخبرات العسكرية المختلفة.