نرصد أبرز حوادث القطارات خلال ربع قرن..

"نزيف القضبان".. اختلف المسئولون والمصيبة واحدة

خبراء: عدد ضحايا حوادث القطارات والطرق أكثر من شهداء الحروب مع إسرائيل

فقدت مصر - خلال 25 عامًا الماضية ـ عددا كبيرا من الأرواح في حوادث القطارات والطرق، لم تفقدها خلال سنوات الحرب مع إسرائيل والتي استغرقت 6 سنوات كاملة.

وكان آخر تلك الحوادث، الجمعة 11 أغسطس، حيث اصطدام قطار 13 اكسبريس القاهرة الإسكندرية بمؤخرة قطار رقم 571 بورسعيد الإسكندرية بالقرب من محطة خورشيد على خط القاهرة الإسكندرية، مما أسفر عن وقوع عدد كبير من الإصابات والوفيات.

وأوضحت الهيئة أن الحادث نتيجة اصطدام قطار 13 بمؤخرة قطار 571 نتج عن الحادث سقوط جرار قطار 13 وعربتان من مؤخرة قطار 571.

وشهدت السنوات الأخيرة العديد من حوادث القطارات والتي عجز المسئولين عن إيجاد حلول لها، وكعادة المسؤولين بعد كل حادث يبحثون عن كبش فداء إما عاملا أو سائقا أو حتى المواطن الذي قتل.

وهكذا يمر الحادث رغم مرارته على المصريين، مرور الكرام، وكأن شيئا لم يكن حتى نستيقظ على كارثة أخرى، ولم تتوقف حوادث القطارات رغم وعود المسؤولين المتكررة عن التطوير وإعادة هيكلتها وتحسين الخدمة ورفع مستويات الأمن والسلامة.

وتعاني السكة الحديد من أورام خبيثة ومشكلات لا حصر يحاول المسئولين إيجاد حلول لها أبرزها المزلقانات غير القانونية وتهالك أسطول الوحدات المتحركة والقضبان في ظل خسائر مالية تعاني منها فضلا عن أخطاء العنصر البشري.

وترصد "بوابة أخبار اليوم" في سياق التقرير التالي أبرز حوادث القطارات خلال السنوات الأخيرة كالتالي:

تصادم أسوان

كان من أبرز حوادث تصادم القطارات، ذلك الحادث الذى وقع في شهر ديسمبر من عام 1993 عندما اصطدم قطارين بمحافظة أسوان، على بعد 90 كيلو مترًا شمال القاهرة، ما أدى إلى مقتل 12 وإصابة 60 آخرين ولم يمر على هذا الحادث سوى عامين، حتى اصدم قطار بمؤخرة قطار آخر ما أسفر عن موت 75 راكبًا وإصابة المئات، وفي عام 1997 توفى 11 شخصًا، إثر تصادم قطارين في شمال أسوان.

قطار إسكندرية

أما في أكتوبر عام 1998 وعلى خلاف العادة وقع الحادث هذه المرة في مدينة الإسكندرية، حيث اصطدم قطار بالقرب من المدينة بإحدى الكتل الأسمنتية الضخمة، ما أدى إلى اندفاعها نحو المتواجدين بالقرب من المكان وخرج القطار نحو أحد الأسواق المزدحمة بالبائعين المتجولين ليودي بحياة 50 شخصًا وإصابة أكثر من 80 آخرين.

قطار الصعيد

حادث قطار العياط الذى وقع في 20 من فبراير عام 2002 من أسوأ حوادث الطرق التي عرفتها مصر في العقود الأخيرة، حيث اندلعت النيران بإحدى عربات القطار رقم‏832‏ المتوجه من القاهرة إلى أسوان‏ في الساعة الثانية صباحا يوم 20 فبراير‏ عقب مغادرته مدينة العياط عند قرية ميت القائد.

شاهد الركاب دخانا كثيفا ينبعث من العربة الأخيرة للقطار‏، ثم اندلعت النيران بها وامتدت بسرعة إلى باقي العربات، والتي كانت مكدسة بالركاب المسافرين لقضاء عطلة عيد الأضحى في محافظاتهم بالصعيد، وراح ضحية هذا الحادث ما يقرب من 350 ومئات المصابين.

قطار المنصورة 2006

في أغسطس 2006 اصطدم قطاران أحدهما قادم من المنصورة متجها إلى القاهرة والآخر قادم من بنها على نفس الاتجاه، ما أدى إلى وقوع تصادم عنيف بين القطارين، واختلفت الإحصاءات عن عدد القتلى وقد بلغ عدد الضحايا أكثر من 50 قتيلا و 163 مصابا.

قطار العياط 2009

فى 24 أكتوبر عام 2009 ، وقع ثاني أسوأ الحوادث التي شهدتها مدينة العياط، حيث اصطدم أحد القطارات بآخر، ما أودى بحياة 30 مواطنا وإصابة 60 آخرين، نتيجة تعطل القطار الأول، ليصطدم به الثانى من الخلف، ما أدى لانقلاب 4 عربات من القطار الأول، وبعدها تقدم وزير النقل السابق، محمد لطفي منصور، باستقالته.

أتوبيس أطفال منفلوط

وقع هذا الحادث يوم 17نوفمبر عام 2012 بالقرب من مركز منفلوط عند قرية المندرة التابع لمحافظة أسيوط، حيث اصطدمت حافلة مدرسية كانت تستقل العشرات من الأطفال بإحدى القطارات وذلك أثناء مرورها بـ"المزلقان" وراح ضحية هذا الحادث سائق الاتوبيس والمشرفة التي كانت ترافق الطلاب و 50 تلميذ وسادت حالة من الحزن جميع أنحاء البلاد بسبب هذا الحادث الذي راح ضحيته العشرات من الأبرياء.

قطار البدرشين الحربي 2013

قطار البدرشين كان يقل عددا من المجندين قادما من الصعيد ومتجها إلى القاهرة في يناير عام 2013 اصطدم بقطار بضائع بمدينة البدرشين بالقرب من كوبرى أبوربع، وأدى هذا الحادث إلى وفاة 18 مجندا، وإصابة 120 آخرين

كان قطار البدرشين الحربي، يقل حوالي 1328 مجندا من قوات الأمن المركزي من مواليد عامي (1992 – 1993)، تقسموا على 12 عربة للقطار، وكانوا في طريق توزيعهم علي الوحدات ومراكز التدريب التابعة لقطاعات الأمن المركزي وقوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية.

وكان المجندون ينتمون إلى محافظات أسيوط وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان، وكانوا قادمين من منطقة تجنيد أسيوط باتجاه معسكر الأمن المركزي بالقاهرة لأداء الخدمة العسكرية.

حادث أتوبيس الشروق

استيقظت مصر يوم الجمعة 6 مارس 2015 على حادث تصادم قطار السويس الذي اصطدم بأتوبيس مدرسة بالكيلو 38 طريق "القاهرة – الإسماعلية" بالقرب من البوابة الأولى لمدينة الشروق، أثناء مرور الأتوبيس من المزلقان، وقدر عدد الضحايا الناتج عن الحادث بـ 7 حالات وفاة منهم 3 أطفال وإصابة 26 آخرين بسبب اصطدام حافلة مدرسة تقلهم بأحد القطارات أثناء عبور مزلقان الشروق في طريقهم لزيارة حديقة ترفيهية على الجانب الآخر من القضبان.

قطار بني سويف

انقلب فى الساعات الأولى صباح اليوم قطار بمزلقان الشناوية، فى مركز ناصر بمحافظة بنى سويف، وعلى الفور انتقل رجال الحماية والمدنية والإسعاف إلى موقع الحادث لنقل المصابين.
وكان القطار يسير على خط التخزين للسماح للقطار 2201 (أسيوط – القاهرة) للمرور إلا أن القطار ارتطم بالحاجز الخرسانى بعدما تخطى السيمافور، وأصيب 71 شخصًا فى الحادث تم نقلهم 19 منهم إلى مستشفى بنى سويف العام، و51 آخرين إلى مستشفى ناصر المركزى، وتم نقل مصاب إلى مستشفى رمد بنى سويف.

حادث قطار دهشور

اصطدم قطار بضائع بسيارة أجرة "مينى باص" وسيارة نقل أمام مزلقان دهشور بمحافظة الجيزة، فجر الاثنين 18 نوفمبر ، عندما عبر المينى باص المزلقان ولم يشاهد القطار القادم.
وأدى الحادث إلى مقتل 30 شخصًا وإصابة 34 آخرون، واحيل عامل المزلقان وسائق القطار إلى التحقيق كالعادة ، وتم صرف 20 الف جنيه لاسرة المتوفي ونسبة من هذا المبلغ طبقاً لحالة الإصابة، واستمراريتها.

حادث قطار العياط 

شهدت منطقة العياط، جنوب شرقى الجيزة، كارثة قبل عيد الأضحى ، لتعيد إلى الأذهان حادث قطار الصعيد منذ سنوات، حيث خرج جرار القطار رقم 80 و3 عربات عن المسار، بسبب السرعة الزائدة لقائد القطار وأخطاء التحويلة بالقرب من قرية البليدة، ما أسفر عن مصرع 5 أشخاص وإصابة 27 آخرين كانوا فى طريقهم لقضاء عيد الأضحى مع ذويهم بالصعيد.

حادث قطار أسوان
شهدث منطقة نجع ونس التابعة لمركز دوار بأسوان، حادث تصادم القطار 989 vip بسيارة نقل جماعي ، والتي تسبب في وفاة 8 أشخاص وإصابة 8 آخرين.

حادث قطار القاهرة - الأقصر

لقي 3 أشخاص مصرعهم، بينما أصيب ستة آخرون، في حادث تصادم القطار رقم 160 المتجه من القاهرة إلى الأقصر بسيارة ملاكي، على مزلقان مصرف الزنار، المؤدي إلى مصنع الفوسفات بمركز أسيوط.

وكشف تقرير رسمى حول أسباب حوادث القطارات صادر عن الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، ان 51 % من حوادث القطارات بسبب العنصر البشري.

وأكد محمد شحاتة رئيس الجمعية المصرية للنقل، أن هيئة السكة الحديد تركز فقط علي الأنشطة اليومية للتشغيل دون الاهتمام بتأهيل و تدريب العاملين الذين يبلغ عددهم حوالي 70 ألفا.

وأرجع شحاته زيادة معدلات الحوادث الي التراخي في اعمال المتابعة والمراقبة المستمرة لأداء العمالة الفنية الي جانب عدم الالتزام بقواعد التشغيل التي تحقق الأمان والسلامة لحركة القطارات، مشيرا إلى أن مصر فقدت خلال 25 عامًا الماضية عددا كبيرا من الأرواح في حوادث القطارات والطرق، لم تفقدها خلال سنوات الحرب مع إسرائيل والتي استغرقت 6 سنوات كاملة.

وللحد من أخطاء العنصر البشري، أوصى رئيس الجمعية المصرية للنقل بضرورة التطبيق الصارم والعادل لمبدأ الثواب والعقاب وربط ترقي العاملين بتقييم أدائهم ونشر ثقافة السلامة وإعداد برامج تحفيزية مادية ومعنوية لتشجيع العاملين في مجال السلامة.

وأثارت حوادث القطارات المتكررة خلال الأعوام القليلة الماضية، العديد من التساؤلات حول إمكانية توقف هذا النوع من الحوادث التي يسببها الفساد والإهمال من قبل المسؤولين عن هيئة السكك الحديدية من جانب وسلوكيات المواطنين الخاطئة في عبور المزلقانات من جانب آخر.

الخلاصة.. أن قطارات مصر في السنوات الماضية تصطحبك إلى الجنة، فعليك فقط الذهاب لمحطة القطار وقطع تذكرتك إلى الآخرة وحجز مقعدك وعليك ان تكتب وصيتك قبل السفر بسبب حوادث القطارات المستمرة، فقطار يخرج عن القضبان وعربة قطار تنفصل عن العربة الأخرى وقطار آخر يصطدم بأتوبيس أو سيارة.

ويبقى السؤال متكررًا هل تصبح تذكرة القطار تأشيرة خروج من الدنيا، بسبب إهمال المسؤولين؟