بعد الإعلان عن تخطيط إسرائيل.. بناء جدار فولاذي تحت الأرض على الحدود بسيناء

جدار فولاذى تحت الأرض
جدار فولاذى تحت الأرض
أمريكا طلبت من مصر بنائه في ٢٠٠٩ وتوقف بعد ثورة ٢٥ يناير 


الخبراء العسكريون: لن يضر مصر وتل أبيب تخشى عكس الاتجاه 


في عام ٢٠٠٩ طلبت الولايات المتحدة من مصر بناء جدار فولاذي تحت الأرض وبتمويل أمريكي لمنع ظاهرة الأنفاق التي كانت تزعج إسرائيل وتخشاها بشكل كبير وبالفعل قامت مصر في عهد الرئيس الأسبق مبارك بإجراء دراسات علمية حول ذلك الجدار وأخبرت الولايات المتحدة بان الجدار لن يكون وسيلة فعالة لوقف الأنفاق خاصة وأن تكلفته ضخمة تصل عدة مليارات من الجنيهات إلا أن الولايات المتحدة أصرت على أن تبدأ مصر في تنفيذه بدعوى أنها ستتحمل تكلفته ولن يضر مصر في شيء إذا لم يكن في صالحها وصالح إسرائيل وبالفعل تم العمل على إنشاء أول مرحلة منه علي طول حدود مصر مع قطاع غزة على أن يمتد الجدار بطول 10 كم وعمق يتراوح من 20 إلي 30 متر تحت سطح الأرض ويتكون من صفائح صلبة طول الواحدة 18 متر وسمكها 50 سم مقاومة للديناميتو مزودة بمجسات ضد الاختراق، وقدرت تكلفة بناء الجدار حوالي 2 مليار دولار أي ما يعادل 12 مليار جنيه مصري وقتها.


وبالفعل  بدء العمل بسرعة  وقامت حماس بإدانة الجدار وناشدت وقف العمل فيه ودعت للمظاهرات والاحتجاجات ضد الجدار وخرجت مظاهرات في القاهرة وغزة  ضد بناء الجدار بدعوى انه يؤدى إلى حصار الفلسطينيين ويمنع عنهم وصول المعونات الغذائية التي كانت هي الهدف من تلك الأنفاق في الأساس وكان الصمت المصري عليها طوال سنوات مضت  لأنها تخدم الفلسطينيين.


فشل الجدار 


وبالرغم من كل الخبراء الأمريكيين والفرنسيين الذين عملوا بالمشروع إلا أن الجدار أثبت في مرحلته الأولى فشلا ذريعا وذلك لان حماس أجرت تجاربها وقامت بإدخال آلات لحام قوية ونجحت في فتح ثغرات داخل الفولاذ الصلب  بل وقامت باستخدام هذا الفولاذ لاحقا  في دعم أنفاقها من الانهيار أو كانت حماس تلجأ إلى النزول بجسم النفق  إلى عمق اكبر من  العمق الذي يوجد عليه الجدار ثم الصعود مرة أخرى وبالتالي لم ينجح الجدار الفولاذي وادي فقط إلى زيادة تكلفة بناء الأنفاق لدى حماس  وتوقف تمام مع اندلاع ثورة ٢٥ يناير.


"يديعوت أحرونوت"


وأمس الأول نشرت صحيفة يدعوت احرنوت الإسرائيلية تقريرا يشير إلى تخطيط تل أبيب إلى بناء  جدار فولاذي تحت الأرض على حدودها الجنوبية مع مصر وغزة، أن طول الجدار من المخطط أن يبلغ 3 كيلومترات مع استمرار أعمال البناء في غضون سنة ونصف السنة، فيما تقدر قيمة المشروع بـ3.4 مليار شيكل ( 980 مليون دولار).


وفي المرحلة الأولى من المشروع، سيتم بناء مقطع طوله كيلومتر واحد فقط، لكن إسرائيل تعتبر أنه حتى هذا الجزء من الجدار سيساعد الجيش الإسرائيلي في رصد أي أنفاق يتم حفرها قرب الحدود في سيناء.


وتابعت الصحيفة أن الجدار سيكون مماثلا للمشروع الذي تقوم به إسرائيل حاليا على الحدود مع قطاع غزة، تنفيذا لقرار أصدرته الحكومة الإسرائيلية بعد انتهاء عملية الجرف الصامد عام 2014.


ومن جانبه أكد الخبراء العسكريون أن الجدار الفولاذي الذي تخطط إسرائيل لبنائه تحت الأرض على حدودها الجنوبية مع مصر وغزة، يأتي بعد النجاحات الكبيرة التي يحققها الجيش المصري في سيناء.


وأشاروا إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلم جيدا أن مع مرور الوقت وضعف قدرات التكفيريين على شن هجمات على الجيش في سيناء سيدفعهم إلى عكس الطريق والانشغال بتنفيذ عمليات إرهابية اكبر داخل إسرائيل لذلك فهي تسعى لبناء هذا الجدار كإجراء احترازي ضد خطر تسلل عناصر من تنظيمات إرهابية عبر الاتفاق إلى غزة ومنها إلى تل أبيب.


وقال اللواء أحمد يوسف عبد النبي قائد قوات حرس الحدود الأسبق ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا أن فكرة بناء الجدار الفولاذي أسفل الأرض ليست بالجديدة وتم تنفيذ جزء منها في الجانب المصري إلا أنها لم تكن مجدية وتوقف المشروع قبل ثورة ٢٥ يناير مشيرا إلى أن إسرائيل ستعمل بالاستعانة بخبرات أجنبية لبناء هذا الجدار من ناحيتها.


ومن المؤكد أنها ستستخدم وسائل حديثة لمواجهة الأنفاق موضحا أن الجدار بكل تأكيد سيحد من الأنفاق لكنه لن يستطيع منعها نهائيا لان دائما هناك وسائل مضادة تظهر بالتجارب لمواجهة أي شيء حديث وبالتالي إسرائيل ستعمل من خلال هذا الجدار كوسيلة لإبطاء حركة بناء الأنفاق خاصة بعد استشعارها تهديدات حقيقة من تلك الأنفاق بعد أن كانت في الماضي لا تهتم كثيرا بالأنفاق وتحديدا الموجودة بين قطاع غزة وسيناء.


وكانت تلقى اللوم على مصر واليوم وبعد النجاحات الحقيقة التي يبذلها رجال حرس والحدود وقوات إنفاذ القانون والجيش المصري في شمال سيناء والقضاء على جزء كبير من قوة التكفيريين وقتل عدد كبير منهم و تدمير مخازن أسلحتهم فأصبح هناك احتمالات قوية بقيام تلك التنظيمات التكفيرية خلال الفترة القادمة بعكس اتجاه أهدافها نحو إسرائيل بهدف كسب تعاطف شعبي عربي ووفى نفس الوقت العمل على استعادة قوتها.  


ومن جانبه قال اللواء كمال عامر الخبير العسكري أن سعى إسرائيل لبناء جدار أسفل الأرض لا يشكل أي خطر على مصر بل سيساعد على القضاء على ظاهرة الأنفاق وتنقلات الإرهابيين وما يحتاجونه من مواد ودعم لوجستى ومتفجرات وأسلحة وغيرها  منها، مشيرا إلى أن كل دولة من حقها أن تعمل على حماية حدودها وان تتعاون على مكافحة الإرهاب وأن تحكم السيطرة على حدودها.