مستعمرة الجذام | "المنسيون في الأرض" .. موتى على قيد الحياة

 مستعمرة الجذام
مستعمرة الجذام
الأخبار المسائي تخوض المغامرة وتقضى يوماً مع مرضى يفر منهم الجميع
المستعمرة تستجدي التبرعات : نريد سخانات وثلاجات وأدوية ومعاشاً شهرياً لكل مريض
إحدى العاملات : المرضى يهلكون من قلة العلاج وربما يموتون جوعاً


هنا مستعمرة الجذام  هنا يعيش موتى على قيد الحياه والحكومة آخر من يعلم  مساحة الشاسعة من الارض تبلغ 12 الف فدان  بمنطقة ابو زعبل بالقليوبية  تبرع بها الملك فاروق لانشاء مستشفى لمرضى الجذام الذين يفر منهم الجميع واختار منطقة ابو زعبل لانها اكثر المناطق بعدا عن القاهرة حيث كانت منطقة العباسية في ذلك الوقت اخر حدودها الشرقية ..يتوسط المستعمرة مستشفى الجذام التي يعيش داخل اسوارها المنفيين بعيداً عن الحياة ويبلغ عددهم 774 مريضا بينهم 580 من الرجال و194 من النساء بعضهم .

يوجد بالمستشفى 3 أقسام اثنان للرجال والآخر للنساء مرض الجذام المرعب تسببه بكتيريا بطيئة التكاثر يؤثر على الجلد والأعصاب والغشاء المخاطي للقناة التنفسية العلوية والعينين..الاطباء يؤكدون انه ليس شديد العدوى لكنه ينتقل عبر رذاذ الأنف والفم أثناء المخالطة سكان هذه المستشفى يقضون عمرهم بالكامل بمعزل عن الحياة داخل هذه المستعمرة لدرجة ان الجميع بالمستشفى يتحدثون عن “ صابحة “  اقدم مريضة والتي تبلغ من العمر 80 عاما دخلت المستشفى قضت 70 عاما داخل المستشفى منذ ادخالها طفلة عمرها 6 سنوات ..مرضى الجذام  من يموت يدفن بالمقابر التابعة للمستعمرة ومن يتم شفائهم من المرض يتزوجون من بعضهم البعض وينتقلون   الى “عزبة الصفيح” التي اتخذوها سكنًا لهم بعيدًا عن زحمة الحياة وأعين الناس الرافضة لوجودهم.

هنا الاهمال سيد الموقف..المستشفى سقطت من حسابات وزارة الصحة والمرضى يعيشون حياة القرون الوسطى لا طعام ولا علاج ولا اطباء ولا اهتمام ..ان كانت وزارة الصحة تعلم بماساتهم ولم تتحرك فتلك مصيبة وان لم تكن تعلم فالمصيبة اكبر  .

هنا العزلة..الفراق ..وجحود الضنى ..هنا المرض والالم وغياب الطبيب  ..هنا الخوف من العدوى ..يدفع الناس إلى الابتعاد  عن اسوار( المنفى “)الذى  يفرض  على سكانه بعد اليوم الاول من التشخيص   ..  انه موطن اهل الجذام ومستعمرة المرض .. وطن يحيا بالقليل من الخدمات والادوية والمستلزمات الطبية حتى الطعام والكساء والدفءوالغطاء  فقد ندر .. انه مقر العقاب  حتى الممات .حتى لمن شفى منهم فعليه الاستمرار على نفس  قوانين العزلة من  وزارة الصحة والمسئولين وقبلهم الاهل والاطباء.
 
 جروب المعادي الخيري
بعد مشقة الوصول واقناع المرضى باننا جهة خيرية وبالتحديد جروب المعادي الخيري ..فالاعلام  زائرغير مرغوب فيه ..خضنا التجربة رغم التحذيرات الشديدة من مخاطر العدوى بمجرد الحديث مع المرضى داخل المستعمرة ..فمجتمع المستعمرة جميعهم يعرفون بعض ومتألفين بدرجة كبيرة ويعملون في خدمة بعضهم البعض في محاولة للتعايش مع ذلك المرض المزمن في أغلب الحالات، ومن يحالفه الحظ ويشفي عليه خدمة غيره من المرضى بقدر المستطاع”..منهم الممرض والحارس والمزارع وعامل النظافة .

وطن داخل وطن

 بداية المغامرة
كانت  بداية الرحلة برفقة احمد صبرى المحامي عضو جروب المعادي الخيري الذي يتولى المساهمة فى مساعدة الحالات الانسانية.

غادرنا مقر الجريدة صباح امس الاول الجمعة في  تمام الساعة  الـ 9 صباحا ..انطلق بنا  السائق محمد لطفي وخلال ساعة كاملة هي مدة الرحلة دار بيننا حديث الخوف وكان التساؤل هل المرض معدى ؟
وجاءت الاجابة “ نعم “..وساد الصمت والخوف لتخفف عنا   الزميلة (منى العدوي ) بقولها انها احضرت معها  ادوات تعقيم مناسبة للمهمة .. وصلنا الى عزبة الابيض ثم الى المستعمرة .
..وقبل ان نصل الى المستعمرة لاحظنا وجود  مزرعة على مساحات شاسعة مزروعة بالتين الشوكي تصل الى الاف الافدنه و بسؤال احد المزارعين من المرضى قال انه يعمل  بها اهل المستعمرة  بيومية 20 جنيها ..بعد ان كانت 5جنيهات منذ عام .

 توجهنا الى ابواب المستعمرة بالسيارة لنجدها مفتوحة على مصراعيها ولم نجد اي شخص يمنعنا  من الدخول ..نزلنا من السيارة سيرا على الاقدام  ما يقرب من 10 امتار داخل المستشفي و سألنا عن المسئول قالوا هناك شخص يدعي عم  “يونس “معاون  المستشفي انتظرناه ليصل  بعد 10 دقائق .

 مطالب مشروعة
جاء الينا عم يونس المعاون ,يرتدي جلبابا يستقل موتوسكلا وبعد أن عرفناه بانفسنا باننا متبرعون و لسنا صحفيين” واطمأن لنا وقال انه يعمل في تلك المستشفي منذ سنوات كثيرة وعرض جميع احتياجات المستعمرة وقال :نريد سخانات مياه وسخانات شعلة و ثلاجات و معاش شهرى يسلم  الى المرضى شهريا على ان نقوم بارسال كل هذه الطلبات بعد الساعة الثانية  ظهرا حتي يستطيع ان يعطي كل من المرضي نصيبه .

وعلى مدى ثلاثة ساعات تجولنا داخل المستشفى والتقينا بالمرضى التقينا .. بأحد المصابين وفى نفس  الوقت حارس البوابة  يدعي عبد الله احمد محمد ابراهيم .. يعيش في المستعمرة منذ اكثر من 50 عاما و يعانى من مرض الجذام في قدمية الاثنين .. قال لنا بنبرة استسلام “الحياه صعبة جدا و لا يوجد اطباء في المستشفي”.. نظرنا له بدهشة  متسائلين: وكيف تعيش هنا؟ “.. قال زي ما الناس دى عايشة انا أحرس البوابة اللى دخلتم منها مقابل اجر رمزي 10 جنيهات في اليوم “..والحمد لله انى لم اتزوج ولا اعول اسرة حتى احمل همهم فوق همى. 


عنبر الرجال.. المرض "ذل"
أسرة متهالكة أرجلها من طوب..ودورات مياه غير آدمية
مرضى : نعالج أنفسنا بدل الأطباء ..وشكونا نقص الدواء دون مجيب
من داخل العنبر الرجالى الاول شاهدنا عدداً من  كبار السن جالسين و متكئين على سراير بدائية وبالية   ،مصنوعة من   حديد يسند ارجلها  قطع من بواقى الطوب   المخصص للبناء حتي تساوي الاعوجاج الذى حل بالارض او لكسر  حل بأحد ارجلها , تعلوها مراتب  السفنجيه رقيقة جدا للنوم ,فكل سرير يغطى بـ ”ملاية” بيضاء واحيانا لايوجد على بعض الاسرة ملاءات تكسوها ..تعلو اعمدة كل سرير  ستاره بيضاء  لحماية المرضى من غزو الناموس .

يتكون كل  عنبر من  سرير و 2 باب الاول امامي يطل على المستشفي و الثاني مطل علي مسجد في ظهر القسم الرجالي .. وفى احدى جوانب العنبر لاحظنا وجود  2 سخان مكونين  من سلك (سوستة) داخل حجر ابيض متواجد على طاولة خشبية  نوافذ متهالكة وارضيات يعبر بلاطها عن تدنى الاوضاع.

عزلة اجبارية
من داخل العنبر  عدد  لنا المرضى مطالبهم باعتبارنا جهة خيرية  حيث روى الجميع اوضاعهم المأسوية ..فى نقص الادوية وقلة الدخل غير العزلة الاجبارية.

صبري عبد الهادي  قال  دخلت المستشفي منذ 28 عاما و  متزوج و لدي 3ابناء و لم يصابوا بالمرض  والحمد  لله  ..عايش هنا بالمستعمرة لان  المعيشة بقت صعبة جدا  “هنا اتنفس “و لا اقدر ان اواجه الناس في الشارع بسبب اصابتي بالمرض .. رغم  انى هنا معزول عن ابنائى وزوجتى الاصحاء الا ان نظرة الناس تفرض علينا العزلة”.

لى اصدقاء  هنا و نتعامل مع بعضنا البعض كأخوة بالرغم من ان معظمنا من محافظات مختلفة ونود بعضنا و من يمرض يقوم الاخر باسعافه و نقله في اسرع وقت و يسانده و يؤازرة في المرض حتي يشفي من تعبه.

نادي السيد - يعاني من المرض منذ 17  عاما- المستشفي توفر للمرضي احتياجاتهم  , “لكن  امكانيات الحكومة ليست بالكافية “بالنسبة لعدد المرضي المتواجدين  هنا .. هناك تبرعات يقدمها اهل الخير بالتبرع و تساعد  على سد النقص  بنسب قليلة في الشاش و القطن و غيرها من المستلزمات الطبية  المطلوبة  .

محمد طه  نعاني منذ فترة من نقص شديد في الأدوية والمستلزمات التي تستخدم لعلاج المرضى، رغم إرسال العديد من الاستغاثات إلى المسئولين في وزارة الصحة ولا أحد يستجيب.

رضا فتحي  متزوج ولديه طفل .. يعاني من المرض منذ 15 عاما – أساعد  العاملات  في قسم تاني رجال واقوم بخدمة  اخواني المرضي و اقوم بمساعدتهم في “الاستحمام” و نحن هنا نقوم بمساعدة بعضنا البعض و لا يوجد ممرض و لا طبيب .

احمد محمود   احد المرضي بالمستعمرة انه حضر الي المستشفي عن عمر 11 عاما و انه يبلغ من العمر 70 عاما حيث قضي 59 عاما يعانى من  المرض ..وطالب بمساعدة  تلك المستشفي و انقاذها من التجاهل المجتمعي حيث ان هذا يؤثر بالسلب النفسي .

علي عبد الراضي ضاحي  من محافظة اسوان مريض منذ 5 سنوات : كنت اعالج في مستشفي اسنا بالاقصر و تم نقلي الي هنا منذ 6 اشهر حيث اعاني من المرض في يدي اليسرى و لا اقدر على الحركة او العمل مطالبا باعانات لمواصله الحياه في تلك المستعمرة .

بينما قال عمر طه جمعة  -لديه 3 اطفال اعمار 5و 4 سنوات و الاخيرة 3 اشهر-اعانى من مرض الجذام  منذ اكثر من 10 سنوات و اطالب المحافظ بتوفير كشك حتي استرزق منه لكسب قوتى داخل عزية الصفيح .

ادارة بلا ادارة
على نفس المنوال قال  اشرف جلال رجب  من طنطا : انجبت طفلين و انا  مريض بالجذام وأعيش في المستشفي  موضحا انه لا يوجد خدمة طبية داخل المستشفي و لا يوجد رعاية حيث ان المستشفي تبقي خاوية  من الادارة والاطباء بعد الساعة 2 ظهرا و لايوجد احد بها نهائيا فى االنوبتجيات أو الممرضين .

عادل جمعة رمضان  يعاني من المرض منذ فترة طويلة قال أنه يأخذ علاج للجذام وأحياناً أقوم بشرائه من خارج المستشفى ، كما توجد ناس تزوجت منذ 30 عاما  وهناك  أسر بها  أطفال سليمة ، ونريد أن نعيش في نفس المكان .

نتمنى أن تتغير نظرة الناس لمرضي الجذام ولا ينفروا منهم لأننا عشنا بعيداً عن أهلنا سنين وبنتعالج والحمد لله”
 
مديرة المستعمرة : بعض الاطباء يمتنعون 
عن العمل ..وادوية وزارة الصحة لاتكفى


قالت الدكتورة أحلام سعد الدين مديرة المستشفى ان هناك اطباء يمتنعون من ممارسة أعمالهم فى المستشفى وان قوة المستشفى لاتتعدى 73  من الاطباء والممرضين  , وتفتقر المستشفى لعدد من  التخصصات  مثل العظام والنظر و المخ والاعصاب, كما تقوم وزارة الصحة بإنتداب اطباء يوم بيوم فى الجراحة ويكون بالمستعمرة اثنين من الممرضات “ نوبتجية “بالمستشفى .

واكدت احلام, انه لا يوجد امن حراسة فى المستشفى,مشيرة الى ان وزارة الصحة تقوم بدعم المستعمرة من المستلزمات الطبية مثل القطن والشاش ولكن لا يكفى عدد المصابين داخل المستعمرة ونعتمد اعتمادا كليا على مساعدات رجال الاعمال فى سد احتياجات المرضى .

مريض : نعمل فى مزرعة التين الشوكى مقابل 20 جنيها لشراء الطعام قسم السيدات ..العزلة موت
مريضة : أبنائى ألقوا بى فى  المستعمرة وقالوا »احنا مش عايزين نشوفك«

لايختلف الوضع كثيرا فى عنابر السيدات عن الرجال  فبمجرد  دخولنا الى عنبر السيدات لاحظنا وجود 9 اسرة   حديدية قديمة منذ عهد الملك فاروق  و عليها مراتب اسفنجية  متهالكة تماما مغطاه “بملايات  “ بيضاء اللون .. دورة المياه  تتسرب من مواسيرها المياة لتغرق الارضيات على احد جنباتها توضع  غسالة اوتوماتيك متهالكة.. شاشة تلفزيونية وحيدة باحدى  الغرف ..هنا السيدات يجلسن على الارض يتناولون وجبة الافطار سويا.

 وقالت احدي السيدات إن لديها 4 “اولاد متزوجين و لديهم اطفال “و بنت متزوجه ..وعندما علموا بذلك المرض جاءوا بى  الى المستشفي وعندما حضرت الي هنا ..قالوا احنا مش عايزين نشوفك و لا انتي تشوفينا خالص ..حزنت كثيرا و تالمت لما فعلوه بي .. لم يعد لي احد يقوم بالسؤال عنى من وقت الى الاخر .. تعالوا انتم اسألوا عليا انا مليش حد خالص بعد ربنا  وانهمرت عيناها في البكاء و اخرجت نفسا طويلا يعبر عن الحزن و الاشتياق قائلا..اشتقت اليهم كثيرا بالرغم من انهم هجروني وتركوني “في تلك المستشفي .

حسنه قالت انها جاءت منذ 2007 و عندها 3 ابناء  خريجي الجامعات استقبلت خبر المرض بصدمة كبير و عانت كثيرا منه نفسيا و علمت منذ الكشف الاول انها ستعيش في عزلة بعيدا عن اهلها
مؤكده ان ابنائها لم يصابوا بالمرض و بالرغم من ذلك لم يتركوها في المستشفي وحدها و يقومون بزيارتها في المناسبات وغيرها و انها صدمت كثيرا بعد علمها ان ابنها الكبير انجب طفله صغيرة و حجبه عنها و لم يخبرها بالخبر فور ولاد حفيدها و بعد علمها بالخبر اصيبت بحالة نفسية صعبة ..ونزعت جوارب “شراب “  من قدميها اتضحا لنا وجود نزيف دماء من قدميها و مغطا بالشاش .

بينما قالت احدي المصابات التى رفضت ذكر اسمها انها أصيبت بمرض الجذام بعد اكتشاف المرض منذ شهرين وجاءت حديثا الى المستشفي و برفقتها ابنتها التى تبلغ من العمر 16 عاما.واكدت ان ابنتها تعيش معها في المستشفي و تقوم علي خدمتها في كل شيىء مشيره الى انها تتالم كثيرا و لا تحصل علي خدمة من افراد التمريض المتواجدين بالمستشفي و عندما تشعر بالتعب تذهب الى الممرضة المتواجدة و تعطيها جرعه من الكرتزون مطالبه المسئولين بالدولة النظر بعيون الرحمة لهم. 
و قالت بتعة محمد محمود متزوجه و لديها 4 اولاد اصيبت منذ 15 عام و ان اولادها يقوموا بزيارتها من وقت الى الاخر وأكدت ان مرض الجذام اصابها في عينيها و اكدو الاطباء انها يجب ان تجري عملية جراحية لارجاع بصرها مرة اخري .

بينما قالت مني انها حضرت في قطار الفيوم الى مستشفي الجذام منذ 10 سنوات و لم تتزوج حتي الان و تظهر عليها الابتسام و الرضى رغم اصابتها بالمرض متحدية مصاعب المرض ..لايوجد احد يمر على المرضى من الاطباء بالرغم من اصابتها بشلل في ساقيها تصعد  الى غرفة الادارة التى يتواجد بها الاطباء لتوقيع الكشف عليها و يتم صرف عينات من الادوية لها ..وطالبت بكرسي متحرك حتى تستطيع التحرك بحريه .

الانسة العجوز
..الانسة العجوز  تبلغ من العمر 70 عاما و هي احد اقدم المرضي في المستشفي و قالت انها كانت من اجمل المريضات داخل المستشفي ..”المرض منه لله هو اللي خلاني كده “ قدمي تاكلت من المرض و ذراعي تاكل و لم يعد لي اطراف استطيع ان اقضي بها احتياجاتى  ولكن هناك اشخاص يقوموا بمساعدتي و من بينهم “صابحة” التى تبلغ من العمر 70 عام و التى روت حكايتها الى الاخبار المسائي
انا استيقظ منذ الصباح الباكر اذهب الى مزرعة التين التى امام المستعمرة و الخاضعة الى المستشفي و اقوم بجمع التين و المانجو واحصل على 20 جنيها يوميا وانفق على نفسي و علي صديقتى الجميلة “الانسة العجوز “ أكدت صابحة أن المستشفي بتدينا “ربع “ فرخة كل فترة و اللحمة مش بنشوفها و اشارت الى ان  بنك الطعام لم يعد يعطينا طعام منذ 4 اشهر

أقدم مريضة قضت 66 عاما
فى المستعمرة منذ أن كانت طفلة
«عزبة الصفيح».. الموطن البديل لسكان المستعمرة

حياة متدنية الخدمات.. وسكانها يقيمون فى عشش خارج نطاق الزمن
على بعد 2 كيلو من مستعمرة الجذام تقع قرية تسمي عزبة الصفيح سابقا الشهيد عبد المنعم رياض حاليا يسكن  بها  كل من تشافى من المرض ويحاول ان يبنى حياة بالزواج والاطفال بها  بعد عزلة الابدية من الاهل حتى بعد الشفاء تحاورنا مع سكان العزبة من اهل الجذام اشار محمود :القرية مأوى لمن شفى منا وتشعرنا بالحياة  رغم انها تعانى من الصرف الصحي و و الكهرباء.,مطالبا المستثمرين و رجال الاعمال ان يقوموا بالاستثمار في منطقة ابوزعبل و مزارع دواجن و ارانب وتسمين وذلك لكي يعمل ابناء المرضي في تلك المصانع..قائلا ابنائنا خريجى جامعات وبيترفدوا من اى عمل بسبب المعيشة وعلاج أبنائهم فى المستعمرة.

فيما قالت فاطمة ربة منزل التقيناها داخل احدي الاكشاك المتواجده داخل  العزبة جئت مع زوجي من محافظة بني سويف لنتلقى العلاج بمستشفى الجذام وزوجي مريض بهذا المرض ولدينا طفل وطفلة والدولة مخصصة لزوجي 400 جنيه معاش السادات أو معاش التضامن الاجتماعى ندفع منهم 300 جنيه إيجار ونعيش باقي الشهر بمساعدة من أهل الخير والجيران وكل ما أطلبه أن يكون لى غرفة ملك قريبة من مكان علاج زوجى ويا ريت أهل الخير يساعدونى فى أن يكون لي دخل أو توفير فرصة عمل حتى أساعد زوجى المريض ولتستمر الحياه ولنربى أطفالنا الصغار دون أن نمد يدنا لأحد.

وقالت الحاجة عائشة 70 عاما لا تقدر على الوقوف على قدميها بسبب مرضها بالجذام يكسو وجهها الحزن والأسى وأكدت أنها تعيش في إحدى العشش أو المنازل المتهالكة المسقوفة بالأخشاب، حيث قالت الحاجة إنها جاءت من كفر الشيخ إلى هذا المكان منذ عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لتلقي العلاج بمستشفى الجذام وتعرفت على زوجها هنا والذي كان يعالج أيضا بالمستشفى وتزوجا ولم يشأ القدر أن ينجبا الأطفال لظروف صحية، مشيرة إلى أنها تعيش بمفردها منذ وفاة زوجها ويعولها منذ ذلك الحين الجيران وأهل الخير وكل ما تحلم به قبل مماتها العيش بين جدران آمنة تقيها برد الشتاء وحر الصيف.

وقال موسي موسي احد مرضي الجذام “ إحنا عايشين في أرض تابعة لوزارة الصحة والمنازل لا توجد لها عقود ملكية “ ارض وضع يد” وأهل الخير بيساعدونا وأغلب السكان من المحافظات جاءوا للعلاج منذ عام 1933بعد إنشاء مستعمرة الجذام وهي مستشفي عام ولكن نظرا لإقامة المرضى فيها سنوات طويلة وعزلهم لأن المرض معد  قرروا هجر أهاليهم وبيوتهم وعاشوا في عزبة الصفيح .

أساتذة جلدية : المرض ينتقل  عن طريق إفرازات الأنف  واللمس
الناظر :بقع حمراء على الجلد.. وتضخم الغدد الليمفاوية أهم الأعراض

قال الدكتور هانى الناظر استشارى الأمراض الجلدية رئيس المركز القومى للبحوث سابقا،ان مرض الجذام (الذي كان يطلق عليه قديما اسم البرص) من أكثر الأمراض التي أحدثت رعبا للإنسانية منذ عهود سحيقة, وذلك لما يحدثه الجذام في كثير من الأحيان من تشوهات في الجسم، وبتر للأطراف، وشلل في الأعصاب الطرفية.. واصفا  اياه بأنه مرض بالمعدى .

واضاف الناظر, أن المرض ينتقل من شخص إلى اخر عن طريق إفرازات الأنف ورذاذ الفم، وقد تصل القطرات المحملة بالبكتيريا إلى أنف الشخص الآخر ثم تبدأ العدوى، وقد تصل مرحلة العدوى إلى أن يمس الجلد المصاب شخصا آخر، فينتقل المرض، ولا تزال طرق البحث مستمرة للكشف عن طرق أخرى لانتقال المرض.

واوضح ان المرض عبارة  عن بكتيريا المتفطرة الجذامية والتي تحدث ضرراً في الجلد والجهاز العصبي المحيطي، ويتميز المرض بأنه يتطور ببطء شديد في مدة طويلة قد تصل إلى 40 سنة، مما قد ينتج عنه آفات وتشوهات جلدية، وغالباً ما تؤثر على الأماكن الأكثر برودة في الجسم مثل العينين والأنف وشحمة الأذنين واليدين والقدمين والخصيتين، مما قد يجعل الأشخاص المصابين بهذا المرض منبوذين في بعض الثقافات.

وأضاف الناظر, ان من سوء الحظ، فإن بوادر وأعراض المرض خفيف جداً، وتحدث ببطء وتظهر بعد أكثر من سنة من دخول البكتيريا إلى الجسم، ومن الأعراض الأولى للمرض التخدر وانعدام الإحساس بدرجة الحرارة من حيث فقدان الإحساس بدرجات الحرارة الباردة والساخنة, وان من علامات ظهور المرض  بعض الأعراض مثل فقدان الاحساس والتخدر وقد يطول الأمر الجهاز العصبي، وإن استمر الأمر فقد يتحول إلى جزام درني.

واوضح الناظر, ان تظهر بقع حمراء كثيرة توزع بصورة غير متماثلة على الجلد، والإصابة بالتخدر إضافة إلى تضخم الغدد الليمفاوية، وقد يتراجع الأمر لشكلٍ أخف من المرض أو يتطور.

واوضح الناظر, هناك عدة أشكال مختلفة لمرض الجذام، ويعتمد ظهور كل شكل من أشكال الجذام على الجهاز المناعي للجسم، وكاستجابة جيدة للجهاز المناعي في جسم أي انسان أن ينتج أجساماً تمنع حدوث تشوهات وتمنع ظهور الشكل الجذامي على الجلد. .أما بالنسبة للجهاز المناعي الضعيف فسيظهر التأثير الجذامي واضحاً على الجلد.

وفي حالة التقدم، سيحدث انخفاض عميق في ضغط الدم وفقدان القدرة على الإحساس، ثم تظهر آفات جديدة غير مؤلمة على الجلد، وشحوب البشرة وحدوث ضرر وجفاف في العين، ووجود تشوهات متطورة في الوجه، وسيستمر حدوث هذه التطورات في جميع المناطق الباردة في الجسم، مثل اليدين والقدمين والوجه والركبتين.

من أسباب الإصابة بالجذام هي بكتيريا المتفطرة الجذامية، والتي تنمو خلاياها داخل الجسم البشري فقط.

ووصف البكتيريا الجذامية بهذا الإسم، لإنها تحتوي على حامض كيميائي سريع التأثير، فعند الكشف عن هذه البكتيريا بواسطة الميكروسكوب ستجد لون حمض mycolic في جدران خلاياها وهو اللون الأحمر.

والبكتيريا تستغرق وقتاً طويلاً من أجل إنتاج الخلايا داخل الجسم ما يتراوح بين 12 – 14 يوماً مقارنة بمعظم البكتيريا الأخرى..كما تنمو البكتيريا في درجة حرارة تتراوح بين 80.9 – 86 فهرنهايت، كما أن العدوى تتطور في المناطق الأكثر برودة داخل الجسم، كما تنمو البكتيريا بشكل جيد جداً في الخلايا العصبية، وكما هو الحال مع الملاريا، فإن المرضى يعانون من مكافحة الأجسام المضادة التي ينتجها المرض مع الأجسام المضادة الموجودة في بطانة الأوعية الدموية، لكن دور هذه الأجسام المضادة التي ينتجها المرض لا يزال قيد التحقيق.