الشيطانة..والملاك الصغير

جريمة تبكي لها الفضيلة، وتنعاها المروءة،لم تتذكر الأم الشيطانة، قاسية القلب، متحجرة المشاعر أن طفلها ابن ال 3 سنوات كان حملا داخل أحشاءها، ونسيت ضعف طفولته ومسكنة صغره.
سطرت جريمتها بمداد قاتم، وعقل هائم، وهلكت نفسا بريئة، وزهقت روحا مطمئنة بعد أن أشعلت النار في الشقة تاركة طفلها الصغير الذي لا حول له ولا قوة وسط ألسنة النار الملتهبة، وأجيجها .
تعددت علاقاتها المحرمة، وغاصت في بحر الرزيلة، والحب المحرم، وما إن علم زوجها الذي انفجرت الدماء في عروقه وطلقها وطردها شر طردة بعد أن أخبره أحد المقربين بأنها تحمل داخل أحشاءها جنين قبل أن يتزوج منها.
تملكتها حالة من اليأس، تراود مخيلتها الفضيحة والعار الذي لحق بها، ونجحت في استئجار شقة بمنطقة أبو النمرس، حاولت التخلص من الجنين لكن باءت كل محاولاتها بالفشل، أصبحت منبوذة وسط الأهل والأقارب الذين كانوا يتعمدون معايرتها بالحمل سفاحا.
استسلمت للأمر الواقع حتى وضعت طفلها الذي بدأ يحبو أمام عينيها ويرمقها بنظرات البراءة ويهرول مسرعا على يديه وقدميه ويرتمي في أحضانها طمعا في جرعة من الحنان والاطمئنان بها، .ولم يكن يعلم بأنها شيطانة تجردت من كل مشاعر الأمومة الحانية وتملك داخل صدرها قلب متحجر كالصخر.
لبست عباءة إبليس، بعد أن اختمرت فكرتها الشيطانية في التخلص منه معتقدة الهرب من عدالة السماء، وبعقل هائم ومداد قاتم أحكمت خطتها، وأمسكت بزجاجة مليئة بالبنزين، ووزعت محتوياتها بأركان الغرفة، بينما تعلو وجه الطفل الصغير ابتسامة بريئة معتقدا بأنها تداعبه ويحبو سريعا في محاولة للهو معه، وبنظرات يشوبها خوف.وهلع أغرورقت عيناه بالدموع، وبأنين، وصرخات مكتومة وأنفاس متقطعة ينهمر في البكاء، وكأنه يشعر بأن هناك شيئا ما أو خطر يلاحقه.
ازدادت صرخاته عندما أشعلت النار، وعلا أجيجها الملتهب، وحاصرته من كل اتجاه تلتهم جسده الضعيف، ويلقى مصرعه متأثرا بجراحه وآلامه.
على الفور جاءت تعليمات اللواء هشام العراقي مساعد الوزير لأمن الجيزة بعمل التحريات المكثفة وتضييق الخناق على الأم خاصة بعد أن أكدت التحريات وإحدى شهود العيان التي تصادف وقوفها بشرفة منزلها حيث شاهدتها تهرول مسرعة خارج الشقة بعد أن أشعلت النيران.
وبمواجهتها انهارت، وبدموع التماسيح تعترف بجريمتها، وذكرت أنها أقبلت علي فعلتها هذه بعد أن قام زوجها بتطليقها فور علمه بتعدد علاقاتها المحرمة، وحملها سفاحا، ومعايرة الأهل والمعارف لها.
تم تحرير محضر بالواقعة وأحيلت إلى النيابة التي صرحت بدفن جثة الطفل المتفحمة بعد العرض على الطب الشرعي، وحبسها 4 أيام على ذمة التحقيقات.
ويبقى السؤال
ماذنب هذا الضحية
مافعل ليكون ذاك مصيره.