إعلانات التبرعات في عيون الخبراء

إعلانات التبرعات
إعلانات التبرعات
بعد زيادة إعلانات التبرعات بشكل مثير للانتباه وزيارتها كل عام على شاشة الموسم الرمضاني وبعد اعتماد معظمها على نجوم الفن والرياضة استطلعنا أراء الخبراء في هذه الظاهرة، ونتساءل من يراقب هذه الجهات وأين تذهب أموال التبرعات؟.. وغيرها من الأسئلة التي تحمل السطور التالية إجاباتها.

إهانة للدولة

يقول د. حسن عماد مكاوي إن التكافل الاجتماعي مطلب مهم ونحن ننفرد في مصر دون غيرها بشيوع هذه الظاهرة وتحديدا فى شهر رمضان استنادا للطاقة الروحية التي يبثها الشهر الكريم فى نفوس المسلمين وبالتالي يدفعهم لتقديم مساعدات مالية للمحتاجين سواء للظروف الصحية والفقر والجهل والمرض التي يعانى منها المجتمع وهو أمر جيد ولكن يجب أن يكون على مدار العام وليس شهر رمضان فقط، حتى أصبح هناك ارتباط بين شهر رمضان وهذه النوعية من الإعلانات كما لو كانت الدولة تلقى العبء على المواطنين وتتخلى عن دورها الأساسي وبالتالي فإن الظاهرة تسيء إلى الدولة وتعكس تخليها عن دورها الحقيقي وتسيء لصورة مصر والمصريين رغم أن الهدف سامٍ لكن الشكل العام يضعنا أمام العالم كمتسولين..وعن جهة المراقبة لهذه الجمعيات قال: أتصور أن وزارة التضامن الاجتماعي تراقب أوجه صرف هذه الأعمال وخاصة أنها غير حكومية لكنني لا أملك يقينا في هذا الأمر.

طريقة احترافية

ويرى الخبير الإعلامي، ياسر عبد العزيز، أن الإعلانات الخيرية موجودة في دولٍ كثيرة مُتقدمة إلا أنّها تُقدم بطريقة أكثر احترافية، ومُراعاة للمعايير المِهنية، لافتًا إلى أن العمل الخيري مسألة إنسانية إلا أنه أيضًا صناعة، لذلك لا يُمكن استدامة أعمال الخير دون وجود إعلانات لكونها تضمن تدفق الموارد المناسبة لدوام هذا النوع من العمل وأضاف أن هذه الإعلانات تُظهرُ قدرًا من عجز الدولة أو تراجع قدرتها على حل مشكلاتٍ اجتماعية وتنموية معينة، مشيرًا إلى أن هناك استشعارًا لدى أوساط في الدولة والسلطة التنفيذية بأن هذه الإعلانات لا تخدم صورة جهود التنمية، وتقدم شكلا من الأشكال غير الحضارية لمعيشة بعض الطبقات في مصر.

غياب الشفافية

وطالب د.صفوت العالم أستاذ الإعلام هذه الجمعيات بالإعلان عن ميزانياتها تدعيما للشفافية وقال من حق المواطنين الذين تبرعوا أن يعرفوا «فلوسهم بتروح فين؟» خاصة مع ارتفاع تكاليف الحملات الإعلانية حيث يتكلف الأسبوع الإعلاني الواحد أكثر من 20 ألف جنيه وبالتالي تتجاوز التكلفة ملايين الجنيهات وهو نوع من السفه.

وقال: نحن لا نحاسب أو نتهم أحدا لكن الإعلام أداة تنوير تقتضى الشفافية وإعلان الميزانية وما يحدث يطرح قضية فى المجتمع فإذا كان عدد كبير من المواطنين لديهم فائض فى دخلهم يدفعهم للبحث عن مصارف الزكاة فلماذا لا يتولى الأزهر عمل كوبونات مثلا على طريقة معونة الشتاء القديمة وذلك من خلال هيئة لجمع التبرعات لضمان وصولها لمستحقيها بدون إعلانات ولا تكاليف، خاصة مع غياب إعلانات الأرقام التي توضح ما تم جمعه من تبرعات وما يتم إنفاقه على المرضى والفقراء وأيضا رواتب العاملين فى هذه الجهات، مؤكدا أنه يعرف محاسبا بإحدى هذه المؤسسات يتقاضى راتبا 40 ألف جنيه فهل هذا معقول؟ وطالب العالم وزارة التضامن الاجتماعي بالقيام بدورها فى مراقبة هذه المؤسسات بشكل دقيق وحازم.

مطلوب التقنين
وترى د.إجلال حلمي أستاذ علم الاجتماع أن انتشار هذه الإعلانات ضروري للتذكرة وتصفه بالإيجابي وتقول إن هذه النوعية من الإعلانات لا تحاسب في تكلفتها مثل الإعلانات الأخرى بل تحصل على خصم يصل إلى 50% ويتم التنويه عن شكر خاص للنجوم على اعتبارهم متبرعين ولقد فوجئت بكثرتها هذا العام تحديدا والأساس فيها خدمي.. ولكن من جهة أخرى فالمشاركون فيها يحصلون على رواتب عالية خاصة أنها تتطلب نوعا من التفرغ كما أنها ليست فقط للعلاج بل أصبحت تساهم في البحث العلمي وأعتقد أن تكرار الإعلان نوع من الإلحاح بهدف التذكير والمطلوب فقط التقنين متى وكيف يكون الإعلان وهو دور الهيئة الوطنية والمجلس الأعلى للإعلام.