"القبطية الهولندية": إدارة الرئاسة لأزمات المسيحيين في مصر أفضل ما يكون

"ندافع عن الحريات ونشجع الاستثمار بمصر وننتظر عقد مؤتمر للمصريين بالخارج لإيجاد فرص استثمار بالبلاد في ظل قوانين تحميهم".. بهذه الكلمات بدأ "بهاء رمزي" المتحدث باسم الهيئة القبطية الهولندية حديثه لـ"بوابة أخبار اليوم" على هامش مؤتمر الهيئة الثامن الذي عقد بالعاصمة الهولندية أمستردام.

تحدثنا عن التعليم، والاقتصاد، والإرهاب ودور الدولة في محاربته، ودور الحكومة ووزاراتها ووزرائها في تنفيذ المواجهة الفكرية على أرض الواقع، ودور التعليم ومناهجه، تكلمنا عن  دور القوات المسلحة في مواجهة الإرهاب ودور المصريين بالخارج وبخاصة الهيئة القبطية الهولندية في السياحة والاستثمار إلى مصر وتدفق أموال المصريين بالخارج للبلاد ودورهم في تصحيح المفاهيم الخاطئة عن مصر لدى الهولنديين خاصة والمجتمع الأوروبي عامة، توجهنا إليه بأسئلة كثيرة فإلى تفاصيل الحوار:

"ازدراء الأديان" 

ما سبب اختيار عنوان المؤتمر الثامن للهيئة ليناقش " مصر الحديثة في ظل قانون إزدراء الأديان"؟

نحن نتمنى لبلدنا العزيزة مصر أن تتقدم وتكون في نخبة الدول الحديثة، ونرى أن وجود قانون لازدراء الأديان في مصر الحديثة هو "عيب جدا في القرن الواحد والعشرين"، ونحن نتمنى لمصر أن تصبح دولة حديثة ومتقدمة، وهو قانون معيب ولا يستعمل بعدل ولكن بطريقة اختيارية انتقائية.
 
وهل سلكت الهيئة طريق الرسمي بمعنى وجود اتصالات مع نواب البرلمان؟

نعم وهم قالوا إن هذا لقانون سيقدم في البرلمان وكانت الدكتورة آمنة نصير قد تقدمت به وتم رفض إلغاء القانون، وفي المستقبل ننوي أن نتقدم به مرة أخرى لكي يتم إلغاء القانون المعيب، وأقول لك أن المؤتمر عبارة عن رسالة لكل من في بيده التغيير في مصر إن هذا القانون يسيء لمصر ويجب أن يتغير.

هل المؤتمر مقدمة لطرق أبواب البرلمان المصري لتقديم مقترح عن إلغاء قانون ازدراء الأديان؟

بالفعل نحن سنتوجه لمجلس النواب المصري في الدورة البرلمانية القادمة لطلب تعديل القانون المعيب دستوريا، وهذا لأن البرلمان هو المعني بتعديله وليس رئيس الجمهورية، فليس من صلاحياته وفقا للدستور تغيير القانون، ونحن نحترم الدستور المصري، واعتقد ان الرئيس السيسي لا يرضيه وود هذا القانون، كما رأينا من خلال تصرفاته وتحركاته التي تؤكد احترام الآخر واحترام الأقباط.

الهيئة ساندت بعض المفكرين.. فهل الهدف الأساسي هؤلاء بعينهم أم إلغاء القانون؟

لا.. هدفنا ليس شخصا بعينه ولا هذا ما نقصده، نحن لا نعرف إسلام بحيري، والذين تكلمنا عنهم مثل الراحل "نصر حامد ابوزيد" و"فاطمة ناعوت"، و"محمد عبد الله نصر"، و"إسلام بحيري"، هم أناس سبق عليهم القانون المخزي، وهدفنا ألا يعامل الإنسان المصري بهذه الطريقة داخل دولته شيء مشين.  

"دعم الحريات"

في مطالبتكم هذه تحابون للكنيسة فقط أو المسيحيين؟

نحن لا نتحدث باسم الكنيسة، بل نحن هيئة حقوقية واعتقد أن الكنيسة ربما تكون غير راضية عن إلغاء القانون ونحن نتكلم عن احترام حقوق الإنسان، وفاطمة ناعوت وإسلام بحيري مسلمين ندافع عنهم واتجاهاتنا وطنية. 

لماذا اختيار إسلام بحيري وخالد منتصر لحضور المؤتمر الثامن للهيئة دون غيرهم؟

لأن إسلام بحيري تعرض لظلم جراء القانون والدكتور خالد منتصر لأنه إنسان متنور يحب مصر.

لماذا لم تعقدوا المؤتمر في الداخل؟

ولماذا لا يكون في هولندا؟ هل اعتبرتم المصريين الموجودين في هولندا غير مصريين؟، ونحن مصريين نهتم بشؤون مصر كل الاهتمام، فمصر تشغلنا في كل شيء، فلنا حق الانتخاب ونحن خارج مصر ولكننا عقدنا المؤتمر على أرض هولندا ولم نطلب من أي جهة هولندية التدخل في أي شأن يخص بلدنا الحبيب مصر، بل ونرفض أن يتدخل أي جانب أجنبي أو غير أوروبي في شؤون بلادنا.

ما هي قراءتك للحريات في مصر؟

أرى انه من المهم أن نحارب الإرهاب بأي ثمن، وإذا كانت محاربة الإرهاب تستدعى مواجهة بعض التجاوزات المحسوبة فأنا معها ولكن لا تكون ضد حقوق الإنسان. 

ما رؤيتكم لدور الدولة في محاربة الإرهاب؟ 

رائع جدا.. ونحن نتابع ونرى أن العمليات الإرهابية انخفضت عن الماضي وعندنا أمل أن تنتهي تماما.

هل تنقل هذا الواقع للهولنديين لتشجيع السياحة؟ 

نعم كل أسبوع نلتقي مع برلمانيين في هولندا، ونقول لهم لازم تطرح هذه الأمور داخل البرلمان الهولندي وهولندا ليست من الدول التي منعت السياحة لمصر.

لماذا لا تأتون للاستثمار في مصر.. هل الهيئة تفعل هذا؟ 

صعب في الوقت الحالي لأن قوانين الاستثمار لا تشجع، نحن نريد قوانين ثابتة وسعر عملة ثابت، ولا بد من قوانين وتسهيلات، كما أن هناك فرص كثيرة للاستثمار بمصر.

"الاستثمار في مصر" 

هل هناك أموال مصرية في هولندا تنتظر نقطة الصفر للتوجه لدعم الاقتصاد؟

البعض أعرفهم ذهبوا إلى مصر للاستثمار وشعروا بالخوف وبدلا منها ذهبوا للاستثمار في أمريكا وكان أولى بهم أن يستثمروا في مصر.

هل تأخذ على الحكومة أخطاء في تشجيع الاستثمار؟

نعم ، فعدم ثبات القوانين وسعر الصرف يهدد أي مستثمر وأمواله.

ما تقييمك لأداء الحكومة اقتصاديا؟

لا اقدر أن أقدم لك تقييم، ولكن الأسعار مرتفعة جدا في مصر، بما يبدوا أن هناك خللا ما، الإنسان المصري مش عارف يعيش مستريح.

دعنا نتعرف على مشاكل التعليم من وجهة نظرك؟ 

المدارس لم يصبح فيها تعليم، الاتجاه أصبح للدروس الخصوصية ولم يعد احد يذهب إلى المدارس، وإصلاح التعليم لا يعني إصلاح المناهج فقط ولا بد أن تحارب الدروس الخصوصية التي تجعل التعليم حفظ فقط للتخلص من منظومة التعليم الموجودة في مصر.

هل التعليم يقود إلى العلاقة السليمة والتعايش؟

حتى يحدث التعايش لا بد من إزالة أي شيء يتعلق بالدِّين ليصبح الاتجاه لدعم الأخلاق هو الأهم، الدين يعلم في الجامع والكنيسة وليس داخل المدارس، فالمدرس ليس لديها العلم الديني الكافي لتوصيل الحقائق للتلاميذ.

هل تطالب بحذف المواد الدينية من الدستور؟ 

طالبنا في حكم الرئيس حسني مبارك وقبل دستور محمد مرسي بحذفها، والوقت الحالي لدينا أزمات لن نركز على هذه الأمور نحن الآن نريد أن نساند مصر في تخطي الأزمة الاقتصادية.

هل من الممكن أن تنظم الهيئة مؤتمراً اقتصادياً لمساندة مصر؟

ليس دورنا هذا، ولكن دور مصر أن تدعونا وتنظم مؤتمرا اقتصاديا للمصريين بالخارج ونحضر ويكون فيه عرض واضح لفرص الاستثمار ويوضح لنا الأمور والشروط والجهات، وضمان عدم تغيير القانون خلال إقامة المشروع.

هل تطالبون بتطهير مؤسسات الدولة؟

لا يوجد أكثر من محاربة المؤتمر الدليل أن هناك أشخاص في مؤسسات الدولة يحاربون جهود الرئيس في بناء وتطوير الخطاب الديني، وأناس يعمل عكس توجهات الدولة التي يطلبها الرئيس.
 
"الخطاب الديني"

كيف قابلتم دعوة الرئيس لتطوير الخطاب الديني؟ 

فرحنا لأنها أول مرة شعرنا أن الرئيس مطلع على كل المشاكل التي تؤذي مصر ولكن لا زلنا 
كيف قابلتم عدم حل حزب النور رغم صدور حكم قضائي؟

هناك أناس في مصر لا ينفذون القانون لان الدستور يحظر قيام أحزاب على أسس دينية والدستور غير واضح يمكن تشكيل وجوده على كل الأوجه. 

ما رأيك في قانون بناء الكنائس؟ 

الحقيقة أنه قانون غير واضح، لأنه يمكن التلاعب به إذا أراد أحدا أن يعطل بناء كنيسة وأنا غير موافق على فكرة قانون بناء الكنائس المطلوب قانون بناء دور العبادة، نحن نطالب بحرية ممارسة العبادة للمسيحي والمسلم، انظر إلى هولندا بها أكثر من 500 جامع ولا أحد يمنع الصلاة ولا اعتراض من أي أحد على هذا.

كيف تنظر إلى علاقة الكنيسة بالدولة؟

علاقة طيبة جداً وفي أحسن حال.

كيف تنظر إلى إدارة مؤسسة الرئاسة لأزمات المسيحيين في مصر؟

أفضل ما يكون، الموقف الذي فعله الرئيس السيسي في البطرسية أشيد به إلى آخر درجة، أنا لم أر رئيسا يفعل هذا ولم أر رئيس يهتم بشهداء، ونثق أن الرئيس يتجه الاتجاه الصحيح ونرى أن تعامله مع الأقباط أفضل ما يكون.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي