رسالة دكتوراه توصي بتطوير المكتبات لتلبي احتياجات الطفل العربي

الباحثة علياء حامد زيان
الباحثة علياء حامد زيان
هل تلبي مكتباتنا احتياجات الطفل العربي؟ هل تخدمه هل تناسبه؟ هل تجذبه؟ هل تربطه بواقعه؟ هل تفتح له أفاق مستقبلية لتطلعاته واحتياجاته المعرفية؟ أسئلة عديدة مهمة طرحتها الباحثة علياء حامد زيان غانم، في أطروحتها لنيل درجة الدكتوراه.
وجاءت الدراسة بعنوان "الأنظمة الآلية لمكتبات الأطفال: دراسة مسحيــة لاستنباط المواصفات المناسبة لمجتمع الأطفال العربي"، ونالت عنها الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى في تخصص تقنية المعلومات من قسم المكتبات والوثائق والمعلوماتكلية الآداب- جامعة القاهرة، وبإشراف من أحد أعمدة التخصص العالم الدكتور شريف كامل شاهين أستاذ المكتبات والمعلومات كلية الآداب جامعة القاهرة.
سعت الدراسة إلى دراسةالنظم الآلية العالمية التي توجهت لمكتبات الأطفال خصوصًا في الولايات المتحدة وبريطانيا، وكذلك نظامي المكتبة الإلكترونية و سيمفوني في الدول العربية ومصر، والخروج بأهم الملامح والسمات لهذه النظم بما يتناسب مع مجتمع الأطفال العربي، وما يتناسب مع خصائص وسمات مكتبات الأطفال، وأعمار الأطفال، وميولهم، ومتطلباتهم من حيث واجهات التعامل، والمصطلحات المستخدمة التي تتلاءم مع طبيعة احتياجات الأطفال، والتي تسهم في رسم الطريق أمام مخططي النظم والبرامج في مكتبات الأطفال، ووضع ما يلبي احتياجاتهم، ويتناسب مع اهتماماتهم، وكذلك لمساعدة القائمين على مكتبات الأطفال من المديرين، ومخططي الخدمات، والقائمين على إدارة قواعد البيانات في اختيار النظم المختلفة لاسترجاع المعلومات بما يتلاءم مع احتياجات الأطفال، وتنوع استخداماتهم لهذه النظم .
الباحثة درست عينة من مجتمع الأطفال مكونة من 124 طفلًا، وانتهت إلى مجموعة من النتائج،منها أن النظم المتوافرة بالمكتبات العربية والمصرية لاترقى لخدمة الأطفال سواء في المكتبات العامة أو المدرسية وأن النظم الأجنبية خاصة الأمريكية والإنجليزية خطت خطوات واسعة على مستويات التقنية والشكل من صورة وصوت لخدمةمجتمع الأطفال على جميع مستوياتهم العمرية من الطفولة المبكرة إلى الطفولة المتأخرة.
وأكدت الدراسة وجود أنظمة للمكتبات في المدارس ومكتبات الأطفال تم إعدادها خصيصًا لهذه الفئات العمرية، وأبرزت تميز مكتبات الأطفال في الولايات المتحدة وبريطانيا عن مثيلاتها في الدول الأخرى بتوافر نظم واسعة الانتشار، وتعاملها مع جميع المستويات العمرية للأطفال، عبر توافر كثير من الخصائص في ذه النظم من شأنها مساعدة الأطفال على استخدام النظم الآلية المخصصة لهم بشكل فعال وكفء. وأظهرت الدراسة أن جميع النظم في أمريكا وأوروبا بنيت في بيئات رسومية، وتعتمد على المخاطبة البصرية فضلًا عن المخاطبة اللغوية والصوتية مما يسهل استخدامها
وفي المقابل كشفت الدراسة قصور النظم المكتبية في مصر والدول العربية بحيث لاترقى بأي حال لمستويات النظم الأمريكية والأوروبية لنفس المراحل العمرية، وبحيث يسمح للأطفال بالتعامل مع النظم من المكتبات التي يقبلون عليها مما يخلق ألفة مع هذه النظم، ويمكن الأمناء من أداء أعمال أخرى. وبشكل عام لايمكن القول بأن هناك نظمًا خصصت للأطفال في العالم العربي ومصر وأن النظم الموجودة هي نظم للكبار أصلًا تم تخصيص جزء من بنيتها للأطفال، لكنها لاتحقق متطلباتهم.
وأوصت الدراسة ببناء نظام مكتبات آلي متكامل للأطفال، وقد أشادت لجنة المناقشة بالقيمة العلمية للدراسة وأوصت باهتمام قطاع المكتبات والكتب في مصر بتبني توصياتها الخاصة بتصميم نظم مكتبية آلية تلاءم الطفل خصيصا وتلبي احتياجاته وتمكنه من التعامل مع مصادر المعلومات بيسر وسهولة، وقد ضمت لجنة المناقشة كل من أ.د أسامة السيد محمود أستاذ المكتبات والمعلومات كلية الآداب جامعة القاهرة، أ.د أسامة حامد على وكيل كلية الآداب لشئون خدمة المجتمع والبيئة جامعة بنها.