حكاية الصعيدى الفصيح| الحاج حمام لـ «الأخبار»: الرئيس أدخل الفرحة لكل بيوت قريتنا

الحاج حمام يهدي الرئيس السيسي درعاً
الحاج حمام يهدي الرئيس السيسي درعاً
«الفلاح الفصيح» قصة مصرية قديمة عن مزارع مصرى يدعى «خن-أنوب» عاش فى عهد الأسرة التاسعة الفرعونية وتعرض لاعتداء من قبل احد النبلاء الفراعنة و ذهب الفلاح ليعرض شكواه على حاكم مصر والذى استمع لشكواه وخلدت احدى البرديات مظلمته..
وبالأمس ومن نفس الأرض الطيبة خرج فلاح فصيح آخر ولكن هذه المرة يدعى الحاج حمام على عمر، أحد أبناء قرية المراشدة عمره ٥٧ عاما حاصل على دبلوم اخصائى اجتماعى أزهرى وقام حمام خلال افتتاح الرئيس مجموعة من المشروعات التنموية بمحافظات الصعيد بقنا برفع يده مطالبا الرئيس عبدالفتاح السيسى بالاستماع إليه وعلى الفور طلب الرئيس حضور صاحب الاستغاثة إليه ليشرح مشكلته على خريطة الريف المصرى الجديد ليتوجه المواطن قائلاً: «أقسم بالله لو وضعت محبتك ومعزتك فى كفة ميزان وجميع التحديات والصعاب والمشكلات فى كفة لرجحت محبتك.. والدليل على ذلك رغم إننا محتاجين.. لكنى جبت درع ليك فيه كل الإنجازات.. فقرنا لا يقف ضد محبتك».
وتابع الحاج حمام المراشدى: نحن نحبك ويحسبنا الجاهل أغنياء من التعفف ولكن كان لا بد من أن نقول لك حقيقة ما يحدث، أنا الوحيد من قرية المراشدة الموجود هنا ولو سكت ولم أتحدث أهلى هيموتونى بره ولذا كان لابد أن أعرض مشكلتى».
وطالب الرئيس السيسى المسئولين بالزراعة والرى وشركة الريف المصرى بالوقوف والاستماع لمشكلته، ممازحا المواطن «حمام»، «:الصعايدة خلقهم ضيق.. أنا طلعتك هنا عشان مصلحتنا وعشان نعرف أكتر ونأخذ القرار».
وقدم الحاج حمام شرحاً للرئيس حول واقع المنطقة المراد استصلاحها والمشكلات الموجودة بها، مشيراً إلى أنه منذ 30 عاماً كان يطمح فى الحصول على 5 أفدنة ولم يستطع تحقيق حلمه حتى الآن، ورغم ذلك هناك تهم لأهالى المراشدة بتعديهم على الأراضى على عكس الحقيقة.
وقال المواطن: «أنا زعلان زى حضرتك، وفيه كلام غير صحيح، فقد صنفت قريتنا المراشدة ضمن الـ 10 قرى الأكثر فقراً رغم امتلاكنا كل مقومات الخير ببلدنا التى لم نأخذ منها شيئاً وياريت تسمح لى بشرح حقيقة المواقف على الخرائط، فلولا وجود القوات المسلحة كنا موتنا بعض.. لم نحصل على أراض وتم تحجيمنا، وتم مكافأة الناس اللى تعدوا على الأرض والشركة اليابانية.. ظلمنا كثيراً ولم يعين أحد من أهالى المراشدة بالصوامع الجديدة».
‪وبعد ان تفهم الرئيس موقف الفلاح وتأكد من مظلمته قرر ان تقوم القوات المسلحة باستصلاح الف فدان من المشروع وتوزيعها عليهم كهدية ويتم توزيعها من خلال لجنة متخصصة على المستحقين منهم.
«الأخبار» حاورت الحاج حمام على عمر الذى أكد أن حديثه مع الرئيس لم يكن مرتباً مسبقاً ولم يتوقع أن يصل الأمر لهذه الدرجة، موجها الشكر للرئيس السيسى على استجابته الفورية للمشكلة التى عرضها.. وإلى نص الحوار.
> هل حدث حوار بينك وبين الرئيس بعد مداخلتك أثناء الافتتاح؟
- لم يتم أى حديث مرة أخرى، فقط المداخلة التى تمت على الهواء أمام جميع الشعب المصرى.
> ماذا عن الدرع التي سلمتها للرئيس؟
- سلمت درعا للرئيس كانت عبارة عن صورة للرئيس وللمشروعات التى تتم فى المراشدة ومكتوب عليها المراشدة نموذج لقرية مصرية وخلفية الانجازات مثل الصوامع والكهرباء واستصلاح الأراضى وبنزينة «وطنية».
> هل توقعت أن يتم الاستجابة لك والسماح لك بعرض مشكلتك؟
- لم أكن أتخيل هذه الحكاية وأن تصل لهذه الدرجة ،وهذا اعتبره توفيقاً من ربنا سبحانه وتعالى،وكلامى خرج من القلب فوصل إلى قلب وعقل المصريين وأنا كنت على يقين من صدق وإخلاص الرئيس السيسى ودا اللى دفعنى لطلب الكلمة من الرئيس والحديث معاه.
> ماذا كان رد فعل الرئيس على شكواك؟
- أنا أوجه الشكر للرئيس على سعة صدره وعلى أنه تفهم منى ،وأنه أعطانى الفرصة كاملة، فهو أب لكل المصريين ،ونحن جميعا نقدره ونشكره.
> البعض قال إن مسألة حديثك أمام الرئيس كانت مرتبة من قبل؟
- لا لم يحدث أبداً، ولم يكن مرتبا أبدا ووجهت لى دعوة كمواطن من المراشدة مثل باقى الحاضرين، البعض قد يعتبر الأمر تمثيلية ولكنى أقول الحق ولو على رقبتى وأهل المراشدة يعرفوننى جيدا ولا أريد لنفسى شيئا ،وأنا لم اتحكم فى حديثى، ولذلك خرج بشكل غير مرتب ولكنه كان صادقا، ولو كنت ما اتكلمتش كان أهل قريتى غضبوا منى وموتونى.
> ما رد فعل المواطنين بعد حديثك مع الرئيس؟
- الناس مبسوطة جدا وفرحانة إننا عملنا حاجة والرئيس استجاب لنا ،فنحن طلبنا من الرئيس أن يكون لنا نصيب ويتم تخصيصه لنا ،فالرئيس قال 1000 فدان مجاناً.
> مسألة توزيع الألف فدان التى خصصها الرئيس..كيف ستتابع ذلك؟
- سأتابع ذلك مع اللجنة المشكلة من قبل الاجهزة المعنية لضمان توزيع الألف فدان بشكل عادل بالاضافة للسماح للشباب والأهالى بأن يزرعوها، وسأظل أدافع عن مطالب القرية وشبابها وقريتنا المراشدة من أفقر القرى على مستوى الجمهورية وهى تحتاج لمجهودات كبيرة.
> وهل لك مطالب أخرى؟
- أطالب بمراعاة شباب المراشدة وتشغيلهم فى المشروعات المقامة بنطاق القرية.
من هو الحاج «حمام»؟
يبلغ من العمر 58 عاما ويعمل مفتشا بالأزهر الشريف حاصل على بكالورويس الخدمة الخدمة الاجتماعية و3 دبلومات فى فروع علمية مختلفة 
. الحاج حمام له خبرة وباع طويل فى العمل السياسى بمحافظة قنا دخل أحزاب سياسية وخاض عدة تجارب كان أبرزها عضويته وترشحه للانتخابات البرلمانية عن حزب الوفد منذ سنوات عن دائرة مركز الوقف. وشارك أيضا فى تأسيس مركز شباب المراشدة بمركز الوقف، وجمعية تنمية المجتمع بالمراشدة وترأس المجلس الشعبى المحلى لمركز الوقف سابقا  وساهم مرشح الوفد فى رصف شبكة الطرق بالمنطقة ومد المنطقة بالإنارة، وتأسيس المعهد الأزهرى بالمراشدة وتخصيص 11 فدانًا لإقامة وحدات إسكان شعبى.